تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤١٠
عباس:
تطلع الشمس عند مدينة يقال لها: جابلقا لها ألف باب على كل باب منها ألف حارس، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه، فقال: * (تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا) * [الكهف: 90]، وتغرب عند مدينة يقال لها: جابرسا لها ألف ألف باب على كل باب ألف حارس، فيتصايحون فرقا منها، فلولا صياحهم لسمعتهم وجبتها إذا هي سقطت.
ثم عظم الرب نفسه، فقال: * (لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) * [آية: 9] هو رب المشرق المغرب، يعني يوم يستوي فيه الليل والنهار، فذلك اليوم اثنتا عشرة ساعة، وتلك الليلة اثنتا عشرة ساعة، فمشرق ذلك اليوم في برج الميزان ومغربه لا إله إلا هو، فوحد الرب نفسه * (فاتخذه وكيلا) * يقول: اتخذ الرب وليا * (واصبر على ما يقولون) * من تكذيبهم إياه بالعذاب ومن الأذى * (واهجرهم هجرا جميلا) * [آية: 10] يعني اعتزلهم اعتزالا جميلا حسنا، نسختها آية السيف في براءة * (وذرني والمكذبين) * يقول: خل بيني وبين بني المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، فإن لي فيهم نقمة ببدر * (أولي النعمة) * في الغنى والخير * (ومهلهم) * هذا وعيد * (قليلا) * [آية: 11] حتى أهلكهم ببدر.
تفسير سورة المزمل من الآية (12) إلى الآية (15).
ثم قال: * (إن لدينا أنكالا وجحيما) * [آية: 12] فالأنكال عقوبة من ألوان العذاب، ثك ذكر العقوبة، فقال: وجحيما، يعني ما عظم من النار * (وطعاما ذا غصة) * يعني بالغصة الزقوم * (وعذابا أليما) * [آية: 13] يعني وجيما موجعا * (يوم ترجف الأرض) * يعني تحرك الأرض * (والجبال) * من الخوف * (وكانت الجبال) * يعني وصارت الجبال بعد القوة والشدة * (كئيبا مهيلا) * [آية: 14] والمهيل الرمل الذي إذا حرك تبع بضعه بعضا * (إنا أرسلنا إليكم) * يا أهل مكة * (رسولا) * يعني النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ولد فيهم فأودروه * (شهدا عليكم) * أنه بلغكم الرسالة، وقد استخفوا به، وازدروه لأنه ولد فيها * (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا) * [آية: 15] يعني موسى، عليه السلام، أي أنه كان ولد فيها فازدروه.
تفسير سورة المزمل من الآية (16) إلى الآية (19).
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»