[آية: 22] يعنى ملجا ولا حرزا، ثم استثنى، فقال: * (إلا بلغا من الله ورسلته) * فذلك الذي يجيرني من عذابه، التبليغ لاستعجالهم بالعذاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
إني لا أملك لكم ضر ولا رشدا ' * (ومن يعص الله ورسوله) * في التوحيد فلا يؤمن * (فإن له نار جهنم خلدين فيها أبدا) * [آية: 23] يدخله نارا خالدا فيها، يعني معموا فيها لا يموتون، ثم انقطع الكلام، فقال: * (حتى إذا رأوا ما يوعدون) * من عذاب الآخرة، وما يوعدون من العذاب في الدنيا يعني القتل يبدو * (فسيعلمون) * يعني كفار مكة عند نزول العذاب ببدر، نظيرها في سورة مريم: * (من أضعف ناصرا) * كفار مكة أو المؤمنون * (و) * من * (وأقل عددا) * [آية: 24] يعني جندا أيقرب الله العذاب أم يؤخره، لما سمعوا الذكر يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم في العذاب يوم بدر، قام النصر بن الحارث وغيره فقالوا: يا محمد، متى هذا الذي تعدنا؟ تكذيبا به واسهتزأ، يقول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الأنبياء، وفي هذه سورة * (قل إن أدري) * يعني ما أدري * (أقريب ما توعدون) * من العذاب في الدنيا يعني القتل ببدر * (أم يجعل له ربي أمدا) * [آية: 25] يعني أجلا بعيدا، يقول: ما أدري أيقرب الله العذاب أو يؤخره، يعني بالأمد الأجل، القتل ببدر * (علم الغيب) * يعني غيب نزول العذاب * (فلا يظهر على غيبه أحدا) * [آية: 26] من الناس، ثم استثنى فقال: * (إلا من ارتضى من رسول) * يعني رسل ربي فإنه يظهرهم على العذاب متى يكون، ومع جبريل صلى الله عليه وسلم أعوانا من الملائكة يحفظون الأنبياء حتى يفرغ جبريل من الوحي، قوله: * (فإنه يسلك) * يعني يجعل * (من بين يديه ومن خلفه رصدا) * [آية: 27] قال:
كان إذا بعث الله عز وجل نبيا أتاه إبليس على صورة جبريل وبعث الله تعالى من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن خلفه رصدا من الملائكة فا يسمع الشيطان حتى يفرغ جبريل، عليه السلام، من الوحي إلى صلى الله عليه وسلم فإذا جاء إبليس أخبرته به الملائكة وقالوا: هذا إبليس، وإذا أتاه جبريل * (ليعلم) * الرسول * (أن قد أبلغوا رسلت ربهم) * يقول ليعلم محمد صلى الله عليه وسلم أن الأنبياء قبله قد حفظت، وبلغت قومهم الرسالة، كما حفظ محمد صلى الله عليه وسلم وبلغ الرسالة، ثم قال: * (وأحاط بما لديهم) * يعني بما عندهم * (وأحصى كل شئ عددا) * [آية: 28] يعني نزول العذاب بهم والله أعلم.
* *