تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٢
ثم قال عز وجل: * (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) * أن كسرت رباعيته وجرح فوق حاجبه وقتل عمه حمزه وآساكم بنفسه في مواطن الحرب والشدة * (لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر) * يعني لمن كان يخشى الله عز وجل وبخشى البعث الذي فيه جزاء الأعمال * (وذكر الله كثيرا) * [آية: 21] ثم نعت المؤمنين فقال: * (ولما رءا المؤمنون الأحزاب) * يوم الخندق، أبا سفيان وأصحابه وأصابهم الجهد وشدة القتال * (قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله) * في البقرة حين قال: * (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) * [الآية: 214].
وقالوا: * (وصدق الله ورسوله) * ما قال في سورة البقرة، يقول الله عز وجل: * (وما زادهم) * الجهد والبلاء في الخندق * (إلا إيمانا) * يعني تصديقا بوعد الله عز وجل في سورة البقرة أنه يبتليهم * (وتسليما) * [آية: 22] لأمر الله وقضائه، ثم نعت المؤمنين فقال: * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه) * ليلة العقبة بمكة * (فمنهم من قضى نحبه) * يعني أجله فمات على الوفاء يعني حمزة وأصحابه قتلوا يوم أحد، رضي الله عنهم، * (ومنهم من ينتظر) * يعني المؤمنين من ينتظر أجله على الوفاء بالعهد * (وما بدلوا) * العهد * (تبديلا) * [آية: 23] كما بدل المنافقين، ثم قال: * (ليجزي الله) * بالإيمان والتسليم * (الصدقين) * بوفاء العهد * (بصدقهم ويعذب المنفقين) * ينقض العهد * (إن شاء أو يتوب عليهم) * فيهديهم من النفاق إلى الإيمان * (إن الله كان غفورا رحيما) * [آية: 24] يقول: الله عز وجل: * (ورد الله الذين كفروا بغيظهم) * يعني أبا سفيان وجموعه من الأحزاب بغيظهم * (لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوتا) * في ملكة * (عزيزا) * [آية: 25] في حكمة، ثم ذكر يهود أهل قريظة حي بن أخطب ومن معه الذين أعانوا المشركين يوم الخندق على قتال النبي صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»