تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٣٣٣
تفسير سورة المجادلة من الآية (11) فقط.
* (يا أيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس) * وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس في صفة ضيقة، ومعه أصحابه فجاء نفر من أهل بدر، منهم، ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليهم، ثم سلموا على القوم، فردوا عليهم، وجعلوا ينتظرون ليوسع لهم فلم يفعلوا، فشق قيامهم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يكرم أهل بدر وذلك يوم الجمعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا فلان، وقم يا فلان، لمن لم يكن من أهل بدر، جدد القيام من أهل بدر، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجه من أقيم منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلا تفسح الأخيه، فجعلوا يقومون لهم بعد ذلك، فقال المنافقون للمسلمين: أتزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس، فوالله ما عدل على هؤلاء، إن قوما سبقوا فأخذوا مجلسهم وأحبوا قربه فأقامهم، وأجلس من أبطأ عن الخير، فوالله إن أمر صاحبكم كله فيه اختلاف، فأنزل الله تعالى: * (يا أيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس) * يعني أوسعوا في المجالس * (فافسحوا) * يقول أوسعوا * (يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا) * يقول: وإذا قال لكم نبيكم: ارتفعوا عن المجلس فارتفعوا فإن الله يأجركم إذا أطعتم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: * (يرفع الله الذين ءامنوا منكم) * يعني أهل بدر * (و) * يرفع الله * (والذين أوتوا العلم) * منكم فيها تقديم يعني بالقرآن * (درجات) * يعني الفضائل إلى الجنة على من سواهم ممن لا يقرأ القرآن من المهاجرين والتابعين * (والله بما تعملون خبير) * [آية: 11] في أمر المجلس وغيره.
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا الهذيل، قال مقاتل بن سليمان: إذا انتهى المؤمنون إلى باب الجنة، يقال للمؤمن الذي ليس بعالم: أدخل الجنة بعملك الصالح، ويقال للعالم قم على باب الجنة، فاشفع الناس.
تفسير سورة المجادلة من الآية (12) إلى الآية (13).
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»