تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٣٥
يكون دعى الرجل ابنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثة بن قرة بن شرحبيل الكلبي، من بني عبد ود، كان النبي صلى الله عليه وسلم تبناه في الجاهلية وأخي بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنهما، في الإسلام، فجعل الفقير أخا الغنى ليعود عليه، فلما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، وكانت تحت زيد بن حارثة، قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه، وهو ينهانا عن ذلك، فنزلت هذه الآية، فذلك قوله سبحانه: * (وما جعل أدعياءكم) * يعني دعى النبي صلى الله عليه وسلم حين ادعى زيدا ولدا، فقال: هو البني * (أبناءكم) * يقول: لم يجعل أدعياءكم أبناءكم.
ثم قال: * (ذلكم) * الذي قلتم زيد بن محمد هو * (قولكم بأفواهكم) * يقول: إنكم قلتموه بألسنتكم * (والله يقول الحق) * فيما قال من أمر زيد بن حارثة * (وهو يهدي السبيل) * [آية: 4] يعني وهو يدل إلى طريق الحق، ثم أخبر كيف يقولون في أمر زيد بن حارثة.
فقال: * (ادعوهم لآبائهم) * يقول: قولوا زيد بن حارثة ولا تنسبوه إلى غير أبيه * (هو أقسط) * يعني أعدل * (عند الله) * فلما نزلت هذه الآية دعاه المسلمون إلى أبيه، فقال: زيد أنا بن حارثة معروف نسبي، فقال الله تعالى: * (فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم) * يقول: فإن لم تعلموا لزيد أبا تنسبوه إليه، فهو أخوكم في الدين ومولاكم، يقول: فلان مولى فلان * (وليس عليكم جناح) * يعني حرج * (فبما أخطأتم به) * قبل النهي ونسبوه إلى غير أبيه * (ولكن) * الجناح في * (ما تعمدت قلوبكم) * بعد النهي * (وكان الله غفورا رحيما) * [آية: 5] غفورا لما كان من قولهم من قبل أن زيد بن محمد صلى الله عليه وسلم رحيما فيما بقي، فقال رجل من المسلمين في ذلك.
تفسير سورة الأحزاب من الآية (6) إلى الآية (8).
فأنزل الله تعالى: * (النبي أولى بالمؤمنين) * في الطاعة له * (من أنفسهم) * يعني من بعضهم لبعض، فلما نزلت هذه الآية، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
من ترك دينا فعلى، ومن ترك
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»