كلاب؛ فإنه كان صدوقا، وكان إمامهم، فنسألهم عما تخبرنا به أنه كائن بعد الموت، فذلك قوله تعالى: * (ما كان حجتهم) * * (إلا أن قالوا) * للنبي صلى الله عليه وسلم: * (ائتوا بئابائنا إن كنتم صادقين) * [آية: 25]، هذا قول أبي جهل للنبي صلى الله عليه وسلم، قال:
ابعث لنا رجلين أو ثلاثة إن كنت من الصادقين بأن البعث حق.
تفسير سورة الجاثية من الآية (26) إلى الآية (30).
قال الله تعالى: * (قل) * لهم يا محمد: " 0 الله يحييكم) *، حين كانوا نطفة، * (ثم يميتكم) * عند أجالكم، * (ثم يجمعكم إلى يوم القيامة) * أولكم وآخركم، * (لا ريب فيه) *، يقول: لا شك فيه، يعني البعث أنه كائن، * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * [آية: 26] أنهم يبعثون في الآخرة.
ثم عظم الرب نفسه عما قالوا: أنه لا يقدر على البعث، فقال: * (ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة)، يعني يوم القيامة، * (يومئذ يخسر المبطلون) * [آية: 27]، يعني المكذبين بالبعث.
* (وترى كل أمة جاثية) * على الركب عند الحساب، يعني كل نفس، * (كل أمة تدعى إلى كتابها) * الذي عملت في الدنيا من خير أو شر، ثم يجزون بأعمالهم، فذلك قوله:
* (اليوم) *، يعني في الآخرة، * (تجزون ما كنتم تعملون) * [آية: 28] في الدنيا.
* (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ) * من اللوح المحفوظ، * (ما كنتم تعملون) * [آية: 29] قبل أن تعملونها.
حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني الهذيل، عن مقاتل، قال:
قال ابن عباس: لا تكون نسخة إلا من كتاب، * (فأما الذين ءامنوا وعملوا الصالحت فيدخلهم ربهم في رحمته) *، يعني في جنته، * (ذلك) * الدخول، * (هو الفوز المبين) * [آية: 30].
تفسير سورة الجاثية من الآية (21) إلى الآية (25).