تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ١٧٧
قوله: * (أم لهم شركؤا شرعوا) *، يقول: سنوا، * (لهم من الدين ما لم يأذن به الله) *، يعني كفار مكة، يقول: ألهم آلهة يبينوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، ثم قال:
* (ولولا كلمة الفصل) * التي سبقت من الله في الآخرة أنه معذبهم، يقول: لولا ذلك الأجل، * (لقضي بينهم) *، يقول: لنزل بهم العذاب في الدنيا، * (وإن الظالمين) *، يعني المشركين، * (لهم عذاب أليم) * [آية: 21]، يعني وجيع.
ثم أخبر بمستقر المؤمنين والكافرين في الآخرة، فقال: * (ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا) * من الشرك، * (وهو واقع بهم) *، يعني العذاب، في التقديم، ثم قال:
* (والذين ءامنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات) *، يعني بساتين الجنة، * (لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك) * الذي ذكر من الجنة، * (هو الفضل الكبير) * [آية: 22].
ثم قال: * (ذلك الذي) *، ذكر من الجنة، * (يبشر الله عباده الذين ءامنوا) *، يعني صدقوا، * (وعملوا الصالحات) *، من الأعمال، * (قل لا أسئلكم عليه أجرا) *، يعني على الإيمان جزاء، * (إلا المودة في القربى) *، يقول: إلا أن تصلوا قرابتي، وتتبعوني، وتكفوا عني الأذى، ثم نسختها: * (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) * [سبأ: 47]، قوله: * (ومن يقترف حسنة) *، يقول: ومن يكتسب حسنة واحدة، * (نزد له فيها حسنا) *، يقول: نضاعف له الحسنة الواحدة، عشرا فصاعدا، * (إن الله غفور) *، لذنوب هؤلاء، * (شكور) * [آية:
23]، لمحاسنهم القليلة، حين يضاعف الواحدة عشرا فصاعدا.
قوله: * (أم يقولون) * كفار مكة إن محمدا، * (افترى على الله كذبا) *، حين زعم أن
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»