تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٨٧
* (وما كان الناس) * في زمان آدم، عليه السلام، * (إلا أمة واحدة) *، يعنى ملة واحدة مؤمنين لا يعرفون الأصنام والأوثان، ثم اتخذوها بعد ذلك، فذلك قوله:
* (فاختلفوا) * بعد الإيمان، * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * قبل الغضب، لأخذناهم عند كل ذنب، فذلك قوله: * (لقضي بينهم فيما فيه يختلفون) * [آية:
19]، يعنى في اختلافهم بعد الإيمان.
* (ويقولون لولا) *، يعنى هلا * (أنزل عليه ءاية من ربه) * مما سألوا، يعنى في بني إسرائيل، * (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا) * [الإسراء:
90]، يعنى لن نصدقك حتى تخرج لنا نهرا، فقد أعيينا من ميح الدلاء من زمزم ومن رؤوس الجبال، وإن أبيت هذا فلتكن لك خاصة، * (جنة من نخيل) * [الإسراء:
91]، إلى قوله: * (كسفا) * [الإسراء: 92]، حين قال: * (إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء) * [سبأ: 9]، يعني قطعا، * (أو تأتي بالله) * عيانا فننظر إليه، * (والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف) *، يعنى من ذهب، * (أو ترقى في السماء) *، يعنى أو تضع سلما فتصعد إلى السماء، * (ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه) * [الإسراء: 92، 93]، يقول: ولسنا نصدقك، حتى تأتي بأربعة أملاك، يشهدون أن هذا الكتاب من رب العزة، وهذا قول عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة.
فأنزل الله في قوله: * (أو تأتي بالله) * عيانا فننظر إليه: * (أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل) * [البقرة: 108]، إذ قالوا: * (أرنا الله جهرة) * [النساء: 153]، وأنزل الله فيها: * (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة) * [المدثر: 52]، لقوله: [كتابا نقرؤه) * (وأنزل الله) * (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا إن كذب بها الأولون) * [الإسراء: 59] لأني إذا أرسلت إلى قوم آية، ثم كذبوا، لم
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»