آلهة) *، فعبدوا العجل لتمام تسعة وثلاثين يوما، ثم أتاهم موسى من الغد لتمام الأربعين يوما.
* (والذين عملوا السيئات) *، يعني الشرك الذين عبدوا العجل، * (ثم تابوا من بعدها) *، أي بعد الشرك، * (وآمنوا) *، يعني صدقوا بالله أنه واحد لا شريك له، * (إن ربك من بعدها) *، يعني من بعد الشرك، * (لغفور رحيم) * [آية: 153] بهم.
قوله: * (ولما سكت عن موسى الغضب) *، يعني سكن، * (أخذ الألواح) * بعدما ألقاها، * (وفي نسختها) * فيما بقي منها، * (هدى) * من الضلالة، * (ورحمة) * (من العذاب) * (للذين هم لربهم يرهبون) * [آية: 154]، يعني يخافون الله، وأعطى موسى التوراة يوم النحر يوم الجمعة، فلم يطق حملهاا، فسجد لله، وجعل يدعو ربه ويتضرع، حتى خففت عليه، فحملها على عاتقه.
* (واختار موسى سبعين رجلا بميقاتنا) *، من اثنى عشر سبطا، ستة ستة، فصاروا اثنين وسبعين رجلا، قال موسى: إنما أمرني ربي بسبعين رجلا، فمن قعد عنى فلم يجيء فله الجنة، فقعد يوشع بن نون، وكالب بن يوقنا، * (لميقاتنا) *، يعني لميعادنا، يعني الأربعين يوما، فانطلق بهم، فتركهم في أصل الجبل، فلما نزل موسى إليهم: قالوا:
* (أرنا الله جهرة) *، فأخذتهم الرجفة، يعني الموت عقوبة لما قالوا، وبقى موسى وحده يبكي، * (فلما أخذتهم الرجفة قال رب) * ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقد أهلكت خيارهم، رب * (لو شئت أهلكتهم) *، يعني أمتهم، * (من قبل وإياي) * معهم من قبل أن يصحبوني، * (أتهلكنا) * عقوبة * (بما فعل السفهاء منا) *، وظن موسى، عليه السلام، إنما عوقبوا باتخاذ بني إسرائيل العجل، فهم السفهاء، فقال موسى: * (إن هي إلا فتنتك) *، يعني ما هي إلا بلاؤك، * (تضل بها) * بالفتنة * (من تشاء وتهدى) * من الفتنة * (من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين) * [آية: 155]، قال فلم يعبد العجل منهم إلا اثنا عشر ألفا.
تفسير سورة الأعراف آية [156 - 157]