كانت قبله، * (وإذا لقوكم قالوا ءامنا) *، يعني صدقنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، وهم كذبة، يعني اليهود، مثلها في المائدة: * (وإذا جاؤوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر) * [المائدة: 61] إلى آخر الآية، ثم قال: * (وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل) *، يعني أطراف الأصابع، * (من الغيظ) * الذي في قلوبهم، ودوا لو وجدوا ريحا يركبونكم بالعداوة، * (قل موتوا بغيظكم) *، يعني اليهود، * (إن الله عليم بذات الصدور) * [آية:
119]، يعني يعلم ما في قلوبهم من العداوة والغش للمؤمنين.
ثم أخبر عن اليهود، فقال سبحانه: * (إن تمسسكم حسنة) *، يعني الفتح والغنيمة يوم بدر، * (تسؤهم وإن تصبكم سيئة) *، القتل والهزيمة يوم أحد، * (يفرحوا بها) *، ثم قال للمؤمنين: * (وإن تصبروا) * على أمر الله، * (وتتقوا) * معاصيه * (لا يضركم كيدهم شيئا) *، يعني قولهم، * (إن الله بما يعملون محيط) * [آية: 120]، أحاط علمه بأعمالهم.
تفسير سورة آل عمران من آية [121 - 125] * (وإذ غدوت من أهلك) * على راحتك يا محمد يوم الأحزاب، * (تبوئ المؤمنين) *، يعني توطن لهم، * (مقاعد للقتال) * في الخندق قبل أن يستبقوا إليه ويستعدوا للقتال، * (والله سميع عليم) * [آية: 121]، * (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) *، يعني ترك المركز، منهم بنو حارثة بن الحارث، ومنهم أوس بن قيظي، وأبو عربة بن أوس بن يامين، وبنو سلمة بن جشم، وهما حيان من الأنصار، * (والله وليهما) * حين عصمها فلم يتركا المركز، وقالوا: ما يسرنا أنا لم نهم بالذي هممنا إذا كان الله ولينا، * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * [آية: 122]، يعني فليثق المؤمنون به.
* (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) *، وأنتم قليل، يذكرهم النعم، * (فاتقوا الله) * ولا تعصوه، * (لعلكم تشكرون) * [آية: 123] ربكم في النعم، * (إذ تقول) * يا محمد