تفسير سورة آل عمران من [آية 47 - 48] * (قالت ربي أنى) *، يعني من أين * (يكون لي ولد ولم يمسسني بشر) *، يعني الزوج، * (قال كذلك الله يخلق ما يشاء) *، ويخلق من يشاء، فشاء أن يخلق ولدا من غير بشر، لقولها: * (ولم يمسسني بشر) *، * (إذا قضى أمرا) * كان في علمه أن يكون عيسى في بطن مريم من غير بشر، * (فإنما يقول له كن فيكون) * [آية: 47] لا يثنى، * (ويعلمه الكتاب) *، يعني خط الكتاب بيده بعدما بلغ أشده، وهو ابن ثماني عشرة سنة، والمرأة بعدما تبلغ الحيض، * (والحكمة) *، يعني الحلال والحرام والسنة، * (والتوراة والإنجيل) * [آية: 48].
تفسير سورة آل عمران [آية 49] ويجعله * (ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم) *، يعني بعلامة، ثم بين الآية، * (أني أخلق لكم) *، يعني أجعل لكم * (من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا) *، فخلق الخفاش * (بإذن الله) *؛ لأنه أشد الخلق، إنما هو لحم وشئ يطير بغير ريش فطار بإذن الله، * (وأبرئ الأكمه) * الذي ولدته أمه أعمى، الذي لم ير النور قط، فيرد الله بصره، * (و) * أبرىء * (والأبرص) *، فيبرأ بإذن الله، * (وأحي الموتى بإذن الله) *، قتعيش، ففعل ذلك وهم ينظرون، وكان صنبعة هذا آية من الله عز وجل بأنه نبي ورسول إلى بني إسرائيل، فأحيا سام بن نوح بن لمك من الموت بإذن الله، فقالوا له: إن هذا سحر، فأرنا آية نعلم أنك صادق.
وقال عيسى صلى الله عليه وسلم: أرأيتم إن أنا أخبرتكم * (وأنبئكم بما تأكلون) * في بيوتكم من الطعام، فيها تقديم * (وما تدخرون في بيوتكم) *، يعني وما ترفعون في غد، تعلمون أني صادق؟ قالوا: نعم، قال عيسى صلى الله عليه وسلم: فلان أكلت كذا وكذا. وشربت كذا وكذا، وأنت يا فلان أكلت كذا، وكذا، وأنت يا فلان، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، يقول