الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٤ - الصفحة ٨
قوله تعالى (قال قرينه ما أطغيته) قال فيه: إن قلت: لم طرحت الواو من هذه الجملة وذكرت في الأولى وأجاب بأنها استؤنفت كما تستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول كما رأيت في حكاية المقاولة بين موسى وفرعون قال: فإن قلت: أين المقاولة؟ قلت: لما قال " قرينه هذا ما لدى عتيد " وتبعه قوله - قال قرينه ربنا ما أطغيته - وتلاه - لا تختصموا - على أن ثم مقاولة من الكافر لكنها طرحت للدلالة عليها من السياق كأنه لما قال القرين هذا ما لدى عتيد، قال الكافر رب هو أطغاني فلما قال الكافر ذلك قال القرين من أطغيته، فلما حكى قول القرين والكافر كأن قائلا يقول فماذا قال الله تعالى؟ فقيل قال - لا تختصموا - أي لا تختصموا في دار الجزاء.
وذكر الواو في الجملة الأولى لأنها أول المقاولة ولابد من عطفها للدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 8 9 10 11 13 14 ... » »»