قال أحمد: ولم يذكر حكمة الإتيان بالفعل معطوفا على الاسم فنقول: إنما عطف أثرن على الاسم الذي هو العاديات وما بعده لأنها أسماء فاعلين تعطي معنى الفعل، وحكمة مجئ هذا المعطوف فعلا عن اسم فاعل تصوير هذه الأفعال في النفس، فإن التصوير يحصل بإيراد الفعل بعد الاسم لما بينهما من التخالف وهو أبلغ من التصوير بالأسماء المتناسقة، وكذلك التصوير بالمضارع بعد الماضي وقد تقدمت له شواهد أقربها قول ابن معديكرب:
بأني قد لقيت الغول تهوى * بسهب كالصحيفة صحصحان فأضربها بلا دهش فخرت * صريعا لليدين وللجزان