إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٨٩
من الضمير في يعجبك، أي يعجبك وهو يشهد الله، ويجوز أن يكون حالا من الهاء في قوله، والعامل فيه القول، والتقدير: يعجبك أن يقول في أمر الدنيا مقسما على ذلك، والجمهور على ضم الياء وكسر الهاء ونصب اسم الله، وقرئ بفتح الياء والهاء ورفع اسم الله وهو ظاهر (وهو ألد) يجوز أن تكون الجملة صفة معطوفة على يعجبك، ويجوز أن تكون حالا معطوفة على ويشهد، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يشهد، و (الخصام) هنا جمع خصم نحو كعب وكعاب، ويجوز أن يكون مصدرا، وفى الكلام حذف مضاف: أي أشد ذوي الخصام، ويجوز أن يكون الخصام هنا مصدرا في معنى اسم الفاعل كما يوصف بالمصدر في قولك: رجل عدل وخصم، ويجوز أن يكون أفعل هاهنا لا للمفاضلة، فيصح أن يضاف إلى المصدر تقديره: وهو شديد الخصومة، ويجوز أن يكون هو ضمير المصدر الذي هو قوله، وقوله خصام والتقدير: خصامه ألد الخصام.
قوله تعالى (ليفسد) اللام متعلقة بسعي (ويهلك) بضم الياء وكسر اللام وفتح الكاف معطوف على يفسد، هذا هو المشهور، وقرئ بضم الكاف أيضا على الاستئناف أو على إضمار مبتدإ: أي وهو يهلك، وقيل هو معطوف على يعجبك، وقيل هو معطوف على معنى سعى، لأن التقدير: وإذا تولى يسعى، ويقرأ بفتح الياء وكسر اللام وضم الكاف ورفع الحرث، والتقدير: ويهلك الحرث بسعيه، وقرئ بفتح الياء واللام وهي لغة ضعيفة جدا، و (الحرث) مصدر حرث يحرث وهو هاهنا بمعنى المحروث (و) كذلك (النسل) بمعنى المنسول.
قوله تعالى (العزة بالإثم) في موضع نصب على الحال من العزة، والتقدير:
أخذته العزة ملتبسة بالإثم، ويجوز أن تكون حالا من الهاء: أي أخذته العزة آثما.
ويجوز أن تكون الباء للسببية فيكون مفعولا به. أي أخذته العزة بسبب الإثم (فحسبه) مبتدأ، و (جهنم) خبره، وقيل جهنم فاعل حسبه لأنه حسبه في معنى اسم الفاعل: أي كافيه، وقد قرئ بالفاء الرابطة للجملة بما قبلها وسد الفاعل مسد الخبر، وحسب مصدر في موضع اسم الفاعل (ولبئس المهاد) المخصوص بالذم محذوف: أي ولبئس المهاد جهنم.
قوله تعالى (ابتغاء مرضاة الله) الجمهور على تفخيم مرضاة، وقرئ بالإمالة لتجانس كسرة التاء، وإذا اضطر حمزة هنا إلى الوقف وقف بالتاء، وفيه وجهان:
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست