الدال وألف بعدها، وأصلها تداركوا فأبدلت التاء دالا وأسكنت ليصح إدغامها.
ثم أجلبت لها همزة الوصل ليصح النطق بالساكن، ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف بعد الدال، ووزنه على هذا افتعلوا، فالتاء هنا بعد الدال مثل اقتتلوا، وقرئ في الشاذ " تداركوا " على الأصل: أي أدرك بعضهم بعضا، وقرئ " إذا إداركوا " بقطع الهمزة عما قبلها وكسرها على نية الوقف على ما قبلها والابتداء بها، وقرئ " إذا داركوا " بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة، وهو جمع بين ساكنين، وجاز ذلك لما كان الثاني مدغما كما قالوا دابة وشابة، وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل، وقد قال بعضهم اثنا عشر بإثبات الألف وسكون العين، وستري في موضعه إن شاء الله تعالى، و (جميعا) حال (ضعفا) صفة لعذاب، وهو بمعنى مضعف أو مضاعف، و (من النار) صفة أخرى، ويجوز أن يكون حالا.
قوله تعالى (لكل ضعف) أي لكل عذاب ضعف من النار، فحذف لدلالة الأول عليه، (ولكن لا تعلمون) بالتاء على الخطاب، وبالياء على الغيبة.
قوله تعالى (لا تفتح) يقرأ بالتاء، ويجوز في التاء الثانية التخفيف والتشديد التكثير، ويقرأ بالياء لأن تأنيث الأبواب غير حقيقي، وللفصل أيضا (الجمل) يقرأ بفتح الجيم وهو الجمل المعروف، ويقرأ في الشاذ بسكون الميم، والأحسن أن يكون لغة لأن تخفيف المفتوح ضعيف، ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها، وهو الحبل الغليظ، وهو جمع مثل صوم وقوم، ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف وهو جمع مثل أسد وأسد، ويقرأ كذلك إلا أن الميم ساكنة وذلك على تخفيف المضموم (سم الخياط) بفتح السين وضمها لغتان (وكذلك) في موضع نصب (نجزى) على أنه وصف لمصدر محذوف.
قوله تعالى (غواش) هو جمع غاشية، وفى التنوين هنا ثلاثة أوجه: أحدها أنه تنوين الصرف، وذلك أنهم حذفوا الياء من غواشي فنقص بناؤها عن بناء مساجد وصارت مثل سلام، فلذلك صرفت. والثاني أنه عوض من الياء المحذوفة. والثالث أنه عوض من حركة الياء المستحقة، ولما حذفت الحركة وعوض عنها التنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين. وفى هذه المسألة كلام طويل يضيق هذا الكتاب عنه.
قوله تعالى (والذين آمنوا) مبتدأ، وفى الخبر وجهان: أحدهما (لا نكلف نفسا إلا وسعها) والتقدير: منهم، فحذف العائد كما حذف في قوله " ولمن صبر