إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٢٢٥
كقوله: " والله الذي لا إله إلا هو " ونحوه، وقيل التشديد يدل على تأكيد العزم بالالتزام بها، وقيل إنما شدد لكثرة الحالفين وكثرة الأيمان، وقيل التشديد عوض من الألف في عاقد، ولا يجوز أن يكون التشديد لتكرير اليمين لأن الكفارة تجب وإن لم تكرر، ويقرأ " عاقدتم " بالألف، وهي بمعنى عقدتم كقولك: قاطعته وقطعته من الهجران (فكفارته) الهاء ضمير العقد، وقد تقدم الفعل الدال عليه، وقيل تعود على اليمين بالمعنى لأن الحالف واليمين بمعنى واحد، و (إطعام) مصدر مضاف إلى المفعول به، والجيد أن يقدر بفعل قد سمى فاعله، لأن ما قبله وما بعده خطاب، ف‍ (عشرة) على هذا في موضع نصب (من أوسط) صفة لمفعول محذوف تقديره: إن تطعموا عشرة مساكين طعاما أو قوتا من أوسط: أي متوسطا (ما تطعمون) أي الذي تطعمون منه أو تطعمونه (أو كسوتهم) معطوف على إطعام، ويقرأ شاذا " أو كاسوتهم " فالكاف في موضع رفع: أي أو مثل أسوة أهليكم في الكسوة (أو تحرير) معطوف على إطعام وهو مصدر مضاف إلى المفعول أيضا (إذا حلفتم) العامل في إذا كفارة إيمانكم، لأن المعنى ذلك يكفر أيمانكم وقت حلفكم (كذلك) الكاف صفة مصدر محذوف أي يبين لكم آياته تبيينا مثل ذلك.
قوله تعالى (رجس) إنما أفرد لأن التقدير إنما عمل هذه الأشياء رجس، ويجوز أن يكون خبرا عن الخمر وإخبار المعطوفات محذوف لدلالة خبر الأول عليها، و (من عمل) صفة لرجس أن خبر ثان، والهاء في (اجتنبوه) ترجع إلى الفعل أو إلى الرجس والتقدير رجس من جنس عمل الشيطان.
قوله تعالى (في الخمر والميسر) في متعلقة بيوقع، وهي بمعنى السبب: أي بسبب شرب الخمر وفعل الميسر، ويجور أن تتعلق في بالعداوة، أو بالبغضاء: أي أن تتعادوا، وأن تتباغضوا بسبب الشرب، وهو على هذا مصدر بالألف واللام معمل، والهمزة في البغضاء للتأنيث وليس مؤنث أفعل، إذ ليس مذكر البغضاء أبغض وهو مثل البأساء والضراء (فهل أنتم منتهون) لفظه استفهام، ومعناه الأمر:
أي انتهوا، لكن الاستفهام عقيب ذكر هذه المعايب أبلغ من الأمر.
قوله تعالى (إذا ما اتقوا) العامل في إذا معنى: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح: أي لا يأثمون إذا ما اتقوا.
قوله تعالى (من الصيد) في موضع جر صفة لشئ، ومن لبيان الجنس،
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست