وجوابها في موضع رفع عطفا على خبر أن الثانية، ويجوز أن يكون مستأنفا في اللفظ، وإن كان له تعلق بما قبله في المعنى، و (تفيض) في موضع نصب على الحال، لأن ترى من رؤية العين، و (من الدمع) فيه وجهان: أحدهما أن من لابتداء الغاية:
أي فيضها من كثرة الدمع. والثاني أن يكون حالا، والتقدير: تفيض مملوءة من الدمع، وأما (مما عرفوا) فمن لابتداء الغاية ومعناها: من أجل الذي عرفوه، و (من الحق) حال من العائد المحذوف (يقولون) حال من ضمير الفاعل في عرفوا.
قوله تعالى (وما لنا) ما في موضع رفع بالابتداء، ولنا الخبر، و (لا نؤمن) حال من الضمير في الخبر، والعامل فيه الجار: أي مالنا غير مؤمنين، كما تقول:
مالك قائما (وما جاءنا) يجوز أن يكون في موضع جر: أي وبما جاءنا (من الحق) حال من ضمير الفاعل، ويجوز أن تكون لابتداء الغاية: أي ولما جاءنا من عند الله، ويجوز أن يكون مبتدأ ومن الحق الخبر، والجملة في موضع الحال (ونطمع) يجوز أن يكون معطوفا على نؤمن: أي وما لنا لا نطمع، ويجوز أن يكون التقدير: ونحن نطمع، فتكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في نؤمن، و (أن يدخلنا) أي في أن يدخلنا، فهو في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبويه.
قوله تعالى (حلالا) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو مفعول كلوا، فعلى هذا يكون مما في موضع الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليها، ويجوز أن تكون " من " لابتداء غاية الأكل، فتكون متعلقة بكلوا كقولك: أكلت من الخبز رغيفا إذا لم ترد الصفة. والوجه الثاني أن يكون حالا من " ما " لأنها بمعنى الذي، ويجوز أن يكون حالا من العائد المحذوف فيكون العامل رزق. والثالث أن يكون صفة لمصدر محذوف:
أي أكلا حلالا، ولا يجوز أن ينصب حلالا برزق على أنه مفعوله، لأن ذلك يمنع من أن يعود إلى " ما " ضمير.
قوله تعالى (باللغو في أيمانكم) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون متعلقة بنفس اللغو لأنك تقول: لغا في يمينه، وهذا مصدر بالألف واللام يعمل ولكن معدى بحرف الجر. والثاني أن تكون حالا من اللغو: أي باللغو كائنا أو واقعا في أيمانكم. والثالث أن يتعلق في بيؤاخذكم (عقدتم) يقرأ بتخفيف القاف وهو الأصل، وعقد اليمين هو قصد الالتزام بها، ويقرأ بتشديدها وذلك لتوكيد اليمين