تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٨٩
المتقدمة، لأن شعيبا لم يكن من أصحاب الأيكة، وفي الحديث: " أن شعيبا أخا مدين أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة " (1).
بخسه حقه بمعنى: نقصه إياه * (ولا تبخسوا) * أي: لا تنقصوا الناس حقوقهم، وهو عام في أن لا يهضم حق لأحد، ولا يغصب ملك ولا يتصرف فيه إلا بإذن مالكه، وعثا في الأرض يعثو، وعثا يعثي، وعاث يعيث بمعنى، وذلك نحو: قطع الطريق وإهلاك الزرع.
* (والجبلة) * الخليقة، أي: ذوي الجبلة، وهو كقولك: والخلق الأولين. * (وما أنت إلا بشر مثلنا) * دخلت الواو هنا لمعنى، وهو أنهم قصدوا أن البشرية والتسخير كليهما مناف للرسالة عندهم * (إن) * المخففة من الثقيلة، وهي ولامها تفرقتا على فعل " الظن " وثاني مفعوليه، لأنهما في الأصل يتفرقان على المبتدأ والخبر، فلما كان باب " كان " وباب " ظننت " من جنس باب المبتدأ والخبر، قالوا أيضا في البابين: إن كان زيد لقائما * (وإن نظنك لمن الكذبين) *.
وقرئ: * (كسفا) * بسكون السين (2) وفتحها، وكلاهما جمع كسفة، أي:
إن كنت صادقا فادع الله أن يسقط علينا كسفا من السماء. * (قال ربى أعلم بما تعملون) * أي: بأعمالكم وبما تستوجبون عليها من العقاب، فإن أراد أن يعاقبكم بإسقاط كسف من السماء فعل، وإن أراد عقابا آخر فعل، فأخذهم الله بمثل ما اقترحوه من عذاب * (الظلة) *، يروى: أنه حبس عنهم الريح سبعا، وسلط عليهم الومد (3) فأخذ بأنفاسهم، فخرجوا إلى البرية فأظلتهم سحابة وجدوا لها بردا

(1) رواه الرازي في تفسيره: ج 24 ص 163.
(2) وهي قراءة الجمهور إلا حفصا فإنه قرأ بفتح السين. راجع التذكرة في القراءات: ج 2 ص 581.
(3) الومد: شدة حر الليل. (الصحاح: مادة ومد).
(٦٨٩)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 684 685 686 687 688 689 690 691 692 693 694 ... » »»