أنهم إذا رأوا ما رأوا رموا بنفوسهم إلى الأرض * (ساجدين) * كأنهم أخذوا وطرحوا وألقوا.
الضير: الضر، أرادوا: لا ضرر علينا في ذلك بل لنا فيه أعظم النفع لما يحصل لنا في الصبر عليه من الثواب العظيم، أو: * (لا ضير) * لنا في القتل إذ لابد لنا من الانقلاب إلى ربنا بسبب من أسباب الموت، والقتل أهون أسبابه وأرضاها، لأننا ننقلب إلى ربنا انقلاب من يطمع في مغفرته ورحمته لما رزقنا من السبق إلى الإيمان * (أن كنا) * معناه: لأن كنا.
وعلل الأمر بالإسراء بقوله: * (إنكم متبعون) * على معنى: أن التدبير في أمرهم أن يتقدموا ويتبعهم فرعون وجنوده ويسلكوا مسالكهم في البحر فيهلكهم الله بإطباق البحر عليهم.
* (إن هؤلاء) * محكي بعد قول مضمر، والشرذمة: الطائفة القليلة، ذكرهم بهذا الاسم الدال على القلة ثم وصفهم بالقلة. ويجوز أن يريد بالقلة المذلة والغمارة (1)، فلا يريد قلة العدد، يعني: أنهم لقلتهم لا يبالي بهم. * (وإنهم) * يفعلون أفعالا تغيظنا، ونحن قوم من عادتنا التيقظ والحذر واستعمال الحزم في الأمور، فإذا خرج علينا خارج بادرنا إلى حسم مادة فساده، وهذه معاذير اعتذر بها إلى أهل المدائن لئلا يظن به ما يكسر من سلطانه. وقرئ: " حذرون " (2) و * (حذرون) *، فالحذر:
المتيقظ، والحاذر: المستعد.
* (ومقام كريم) * منازل حسنة، وقيل: مجالس الأمراء التي تحتف (3) بها