تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٠
ذكرا يبتلع الصخر والشجر، فلما رآه موسى خاف (1).
ولما * (قال) * سبحانه: * (خذها ولا تخف) * بلغ من ذهاب خوفه أن أدخل يده في فمها وأخذ بلحيها، والسيرة: من السير كالركبة من الركوب ثم نقلت إلى معنى الطريقة (2) فقيل: سير الأولين، فيجوز أن ينتصب على الظرف أي: * (سنعيدها) * في طريقتها * (الأولى) * أي: في حال ما كانت عصا، ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا ل‍ " أعاد "، أو ينتصب بفعل مضمر والمعنى: سنعيدها سائرة * (سيرتها الأولى) * حيث كنت تتوكأ عليها ولك * (فيها) * المآرب التي عرفتها.
* (واضمم يدك إلى جناحك) * إلى جنبك (3) تحت العضد مستعار من جناح الطائر * (من غير سوء) * كناية عن البرص كما كني عن العورة بالسوءة (4).
روي: أنه (عليه السلام) كان آدم (5)، فأخرج يده من مدرعته * (بيضاء) * لها شعاع كشعاع الشمس تغشي البصر (6).
وقوله: * (بيضاء) * و * (آية) * حالان، و * (من غير سوء) * حال من معنى * (بيضاء) * أي: ابيضت من غير سوء، ويجوز أن ينتصب * (آية) * بإضمار " خذ " ونحوه، وتعلق به * (لنريك) * أي: خذ هذه الآية أيضا بعد قلب العصا حية لنريك

(1) أخرجه عنه الطبري في تفسيره: ج 8 ص 407.
(2) في نسخة هكذا: ثم اتسع فيها فنقلت إلى معنى المذهب والطريقة.
(3) في نسخة: جيبك.
(4) كما في قوله تعالى: * (ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما) * الأعراف: 20، * (بدت لهما سوءاتهما) * الأعراف: 22، * (يوارى سوءاتكم) * الأعراف: 26، * (ليريهما سوءاتهما) * الأعراف: 27، * (يوارى سوءة أخيه) * و * (فأوارى سوءة أخي) * المائدة: 31، * (فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما) * طه: 121.
(5) الآدم من الناس: الأسمر. (الصحاح: مادة ادم).
(6) رواه مجاهد ووهب بن منبه. راجع تفسير الطبري: ج 8 ص 408.
(٤٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 ... » »»