ينطلب له لو طلب مثلا لأنه مستحيل.
* (لقد أحصيهم) * أي: حصرهم بعلمه، والمعنى: مامن معبود لهم * (في السماوات والأرض) * من الملائكة ومن الناس * (إلا) * وهو يأتي * (الرحمن) * أي: يأوي إليه * (عبدا) * منقادا لا يدعي لنفسه ما يدعيه هؤلاء له. * (وكلهم) * مقهورون، متقلبون (1) في ملكوته، وهو محيط بهم وبجمل (2) أمورهم وتفاصيلها وكيفيتهم وكميتهم لا يفوته شئ من أحوالهم، وكل واحد منهم يأتيه * (يوم القيمة) * منفردا، بريئا من هؤلاء المشركين. * (ودا) * عن ابن عباس: يعني يحبهم الله ويحببهم إلى خلقه (3).
وروي عن الباقر (عليه السلام) وجابر بن عبد الله: " أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام):
قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، فقالهما، فنزلت " (4).
وعن قتادة: ما أقبل العبد إلى الله تعالى إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه (5).
بلغ هذا القرآن وبشر به وأنذر * (فإنما) * أنزلناه * (بلسانك) * أي: بلغتك وهو اللسان العربي، و * (يسرناه) * لك * (لتبشر... وتنذر) *، واللد: جمع الألد وهو الشديد الخصومة بالباطل، الآخذ في كل لديد أي: كل جانب من الجدال، يريد أهل مكة.
* (وكم أهلكنا) * تخويف لهم، و * (تحس) * من أحسه: إذا شعر به، ومنه الحاسة، والركز: الصوت الخفي، أي: لا يرى لهم عين ولا يسمع لهم صوت، وكانوا أكثر أموالا وأكبر أجساما وأشد خصاما من هؤلاء، فحكم هؤلاء حكمهم.