تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٠
واستماع كلامهم، و " التبع ": جمع التابع، مثل: خادم وخدم وغائب وغيب * (قالوا لو هدانا الله لهديناكم) * أي: لو هدانا الله إلى طريق الخلاص من العقاب لهديناكم إلى ذلك * (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا) * مستويان علينا الجزع والصبر * (مالنا من محيص) * أي: منجى ومهرب.
* (وقال الشيطان لما قضى الامر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطن إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم (22) وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلم (23)) * يقول * (الشيطان) * وهو إبليس، يقوم خطيبا في الأشقياء من الجن والإنس إذا * (قضى الامر) * أي: قطع وفرغ من الأمر وهو الحساب: * (إن الله وعدكم وعد الحق) * وهو البعث والجزاء على الأعمال فوفي لكم بما وعدكم * (ووعدتكم) * خلاف ذلك * (فأخلفتكم) * ولم أوف لكم بما وعدتكم * (وما كان لي عليكم من سلطن) * أي: تسلط وقهر، فأقسركم على الكفر والمعاصي وأكرهكم عليها * (إلا أن دعوتكم) * إلا دعائي إياكم إلى الضلالة بوسوستي وتزييني، وليس الدعاء من جنس السلطان، ولكنه كقولهم: ما تحيتهم إلا الضرب * (فلا تلوموني ولوموا أنفسكم) * حيث اغتررتم بي وأطعتموني إذ دعوتكم ولم تطيعوا ربكم إذ دعاكم * (ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي) * لا ينجي بعضنا بعضا من عذاب الله ولا يغيثه، والإصراخ: الإغاثة، و " ما " في * (بما أشركتمون) * مصدرية، يعني:
* (كفرت) * اليوم بإشراككم إياي * (من قبل) * هذا اليوم أي: في الدنيا، ونحوه:
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»