تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٧١
أمره على الفور من غير ريث، والبلع: عبارة عن النشف، والإقلاع: الإمساك * (وغيض الماء) * من غاضه: إذا نقصه * (وقضى الامر) * وأنجز الموعود في إهلاك القوم * (واستوت) * أي: استقرت السفينة * (على الجودي) * وهو جبل بالموصل * (وقيل بعدا) * يقال: بعد بعدا وبعدا: إذا أرادوا البعد البعيد من حيث الهلاك والموت ونحو ذلك، ولذلك اختص بدعاء السوء، ومجئ إخباره عز اسمه على (1) الفعل المبني للمفعول للدلالة على الجلال والعظمة، وأن تلك الأمور العظام لا تكون إلا بفعل قاهر قادر لا يشارك في أفعاله، فلا يذهب الوهم إلى أن غيره يقول: * (يا أرض... ويا سماء) * وأن أحدا سواه يقضي ذلك الأمر.
* (إن ابني من أهلي) * أي: من بعض أهلي، لأنه كان ابنه من صلبه، أو كان ربيبا له فهو بعض أهله * (وإن وعدك الحق) * لاشك في إنجازه، وقد وعدتني أن تنجي أهلي * (وأنت أحكم الحكمين) * أي: أعدلهم وأعلمهم.
* (إنه ليس من أهلك) * الذين وعدتك بنجاتهم معك، لأنه ليس على دينك * (إنه عمل غير صلح) * تعليل لانتفاء كونه من أهله، وفيه إيذان بأن قرابة الدين غامرة لقرابة النسب، وجعلت ذاته عملا غير صالح مبالغة في ذمه، كقول الخنساء:
فإنما هي إقبال وإدبار (2) وقرئ: " إنه عمل غير صالح " (3)، وقرئ: * (فلا تسئلن) * بكسر النون بالياء (4)

(١) في بعض النسخ: عن.
(٢) صدره: ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت. تقدم شرح البيت في ج ١ ص ١٧٧ و ٢٠٥ فراجع.
(٣) وهي قراءة الكسائي ويعقوب. راجع التبيان: ج ٥ ص ٤٩٤.
(٤) قرأه أبو جعفر القارئ ويعقوب وأحمد بن صالح عن ورش وأبو عمرو. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٤٥٩، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ٣٨٦.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»