تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٤٦
خلفك آية) * لمن وراءك من الناس علامة، وهم بنو إسرائيل، وكان في أنفسهم أن فرعون أجل شأنا من أن يغرق فألقاه الله على الساحل حتى عاينوه، ومعنى كونه آية: أن يظهر للناس عبوديته ومهانته، وأن ما كان يدعيه من الربوبية محال، وأن يكون عبرة يعتبر بها الأمم بعده فلا يجترئوا على ما اجترأ عليه.
* (ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضى بينهم يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون (93) فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (94) ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين (95) إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون (96) ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم (97)) * * (مبوأ صدق) * منزلا صالحا مرضيا وهو بيت المقدس والشام * (ورزقناهم من الطيبات) * وهي الأشياء اللذيذة * (فما اختلفوا) * في دينهم، وما تشعبوا فيه شعبا * (حتى جاءهم العلم) * بدين الحق ولزمهم الثبات عليه، وقيل: العلم بمحمد (صلى الله عليه وآله) ونعته (1)، واختلافهم فيه: أنه هو أم ليس به.
* (فإن كنت في شك) * أي: فإن وقع لك شك فرضا وتقديرا * (فسل) * علماء أهل * (الكتاب) * فإنهم محيطون علما بصحة ما أنزل إليك، وعن الصادق (عليه السلام):
" لم يشك ولم يسأل " (2)، * (لقد جاءك الحق من ربك) * أي: ثبت عندك بالآيات والبراهين أن ما أتاك هو الحق الذي لا مدخل فيه للمرية * (فلا تكونن من

(١) قاله ابن بحر على ما حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٢ ص ٤٥٠.
(٢) تفسير القمي: ج ١ ص ٣١٧.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»