ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد. ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن اصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. يدعوا من دون الله مالا يضره ومالا ينفعه ذلك هو الضلال العبيد. يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير.
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد. من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ.
____________________
تعطفه (ليضل) تعليل للمجادلة. قرئ بضم الياء وفتحها. فإن قلت: ما كان غرضه من جداله الضلال (عن سبيل الله) فكيف علل به وما كان أيضا مهتديا حتى إذا جادل خرج بالجدال من الهدى إلى الضلال. قلت: لما أدى جداله إلى الضلال جعل كأنه غرضه، ولما كان الهدى معرضا له فتركه وأعرض عنه وأقبل على الجدال بالباطل جعل كالخارج من الهدى إلى الضلال. وخزيه: ما أصابه يوم بدر من الصغار والقتل. والسبب فيما منى به من خزى الدنيا وعذاب الآخرة هو ما قدمت يداه وعدل الله في معاقبته الفجار وإثابته الصالحين (على حرف) على طرف من الدين لا في وسطه وقلبه، وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم لا على سكون وطمأنينة:
كالذي يكون على طرف من العسكر، فإن أحس بظفر وغنيمة قر واطمأن وإلا فر وطار على وجهه. قالوا: نزلت في أعاريب قدموا المدينة، وكان أحدهم إذا صح بدنه ونتجت فرسه مهرا سريا وولدت امرأته غلاما سويا وكثر ماله وماشيته قال: ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا إلا خيرا واطمأن، وإن كان الامر بخلافه قال: ما أصبت إلا شرا وانقلب. وعن أبي سعيد الخدري " أن رجلا من اليهود أسلم فأصابته مصائب فتشاءم بالاسلام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقلني، فقال: إن الاسلام لا يقال، فنزلت ". المصاب بالمحنة بترك التسليم لقضاء الله والخروج إلى ما يسخط الله جامع على نفسه محنتين: إحداهما ذهاب ما أصيب به، والثانية ذهاب ثواب الصابرين فهو خسران الدارين. وقرئ خاسر الدنيا والآخرة بالنصب والرفع، فالنصب على الحال والرفع على الفاعلية، ووضع الظاهر موضع الضمير وهو وجه حسن أو على أنه خبر مبتدأ محذوف. أستعير (الضلال البعيد) من ضلال من أبعد في التيه ضالا فطالت وبعدت مسافة ضلالته. فإن قلت: الضرر والنفع منفيان عن الأصنام مثبتان لها في الآيتين وهذا تناقض. قلت: إذا حصل المعنى ذهب هذا الوهم، وذلك أن الله تعالى سفه الكافر بأنه يعبد جمادا لا يملك ضرا ولا نفعا، وهو يعتقد فيه بجهله وضلاله أنه يستنفع به حين يستشفع به، ثم قال: يوم القيامة يقول هذا الكافر بدعاء وصراخ حين يرى استضراره بالأصنام ودخوله النار بعبادتها ولا يرى أثر الشفاعة التي ادعاها لها (لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير) أو كرر يدعو كأنه قال: يدعو من دون الله
كالذي يكون على طرف من العسكر، فإن أحس بظفر وغنيمة قر واطمأن وإلا فر وطار على وجهه. قالوا: نزلت في أعاريب قدموا المدينة، وكان أحدهم إذا صح بدنه ونتجت فرسه مهرا سريا وولدت امرأته غلاما سويا وكثر ماله وماشيته قال: ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا إلا خيرا واطمأن، وإن كان الامر بخلافه قال: ما أصبت إلا شرا وانقلب. وعن أبي سعيد الخدري " أن رجلا من اليهود أسلم فأصابته مصائب فتشاءم بالاسلام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقلني، فقال: إن الاسلام لا يقال، فنزلت ". المصاب بالمحنة بترك التسليم لقضاء الله والخروج إلى ما يسخط الله جامع على نفسه محنتين: إحداهما ذهاب ما أصيب به، والثانية ذهاب ثواب الصابرين فهو خسران الدارين. وقرئ خاسر الدنيا والآخرة بالنصب والرفع، فالنصب على الحال والرفع على الفاعلية، ووضع الظاهر موضع الضمير وهو وجه حسن أو على أنه خبر مبتدأ محذوف. أستعير (الضلال البعيد) من ضلال من أبعد في التيه ضالا فطالت وبعدت مسافة ضلالته. فإن قلت: الضرر والنفع منفيان عن الأصنام مثبتان لها في الآيتين وهذا تناقض. قلت: إذا حصل المعنى ذهب هذا الوهم، وذلك أن الله تعالى سفه الكافر بأنه يعبد جمادا لا يملك ضرا ولا نفعا، وهو يعتقد فيه بجهله وضلاله أنه يستنفع به حين يستشفع به، ثم قال: يوم القيامة يقول هذا الكافر بدعاء وصراخ حين يرى استضراره بالأصنام ودخوله النار بعبادتها ولا يرى أثر الشفاعة التي ادعاها لها (لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير) أو كرر يدعو كأنه قال: يدعو من دون الله