____________________
الجبابرة وما مر من دفعه عن الذين آمنوا مؤذن بمثل هذه العدة أيضا (أن يقولوا) في محل الجر على الابدال من حق: أي بغير موجب سوى التوحيد الذي ينبغي أن يكون موجب الاقرار والتمكين لا موجب الاخراج والتسيير ومثله - هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله - دفع الله بعض الناس ببعض إظهاره وتسليطه المسلمين منهم على الكافرين بالمجاهدة، ولولا ذلك لاستولى المشركون على أهل الملل المختلفة في أزمنتهم وعلى متعبداتهم فهدموها ولم يتركوا للنصارى بيعا ولا لرهبانهم صوامع ولا لليهود صلوات ولا للمسلمين مساجد، أو لغلب المشركون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على المسلمين وعلى أهل الكتاب الذين في ذمتهم وهدموا متعبدات الفريقين. وقرئ دفاع ولهدمت بالتخفيف وسميت الكنيسة صلاة لأنه يصلى فيها، وقيل هي كلمة معربة أصلها بالعبرانية صلوثا (من ينصره) أي ينصر دينه وأولياءه هو إخبار من الله عز وجل بظهر الغيب عما ستكون عليه سيرة المهاجرين رضي الله عنهم إن مكنهم في الأرض وبسط لهم في الدنيا وكيف يقومون بأمر الدين. وعن عثمان رضي الله عنه: هذا والله ثناء قبل بلاء، يريد أن الله قد أثنى عليهم قبل أن يحدثوا من الخير ما أحدثوا وقالوا فيه دليل على صحة أمر الخلفاء الراشدين، لان الله لم يعط التمكين ونفاذ الامر مع السيرة العادلة غيرهم من المهاجرين لاحظ في ذلك للأنصار والطلقاء. عن الحسن: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل الذين منصوب بدل من قوله من ينصره، والظاهر أنه مجرور تابع للذين أخرجوا (ولله عاقبة الأمور) أي مرجعها إلى حكمه وتقديره، وفيه تأكيد لما وعده من إظهار أوليائه وإعلاء كلمتهم. يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم تسلية له: لست بأوحدي في التكذيب فقد كذب الرسل قبلك أقوامهم وكفاك بهم أسوة. فإن قلت: لم قيل (وكذب موسى) ولم يقل وقوم موسى؟ قلت: لان موسى ما كذبه قومه بنو إسرائيل وإنما كذبه غير قومه وهم القبط، وفيه شئ آخر كأنه قيل بعد ما ذكر تكذيب