التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٣٩١
عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير (23) قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين (24) قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون) * (25) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ ابن عمر وحمزة والكسائي وخلف، والأعشى والبرجي عن أبي بكر * (أذن له) * بضم الهمزة، الباقون بفتحها. وقرأ ابن عامر ويعقوب * (فزع) * بفتح الفاء والزاي. الباقون * (فزع) * بضم الفاء وكسر الزاي. فمن فتح الهمزة من * (أذن) * فمعناه أذن الله له، ومن ضمها جعله لما لم يسم فاعله، يقال:
أذنت للرجل في ما يفعله اي أعلمته وأذنته أيضا، وأذن زيد إلى عمرو، إذا استمع إليه. روي في الحديث ما أذن الله لشئ قط كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن. ومثل ذلك القول في فزع عن قلوبهم، ومعنى فزع. قال أبو عبيدة: فزع عن قلوبهم نفس عنها. وقال أبو الحسن: المعنى حكى عنها. وقال أبو عبيدة: معناه أذهب، وقال قوم: الذين فزع عن قلوبهم الملائكة، ويقال:
فزع وفزع إذا أزيل الفزع عنها، ومثله جاء في (افعل) يقولون: أشكاه إذا أزال عنه ما يشكو منه انشد أبو زيد:
تمد بالأعناق أو تلويها * وتشتكي لو أننا نشكيها (1) والمعنى فلما ان اشكيت أزالت الشكوى، كذلك فزع وفزع أزال الفزع وقال قتادة: معنى فزع عن قلوبهم خلا من قلوبهم، قال يوحي الله تعالى إلى

(1) اللسان (شكا) وروايته (تثنيها) بدل (تلويها)
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست