التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٤٨٦
اليوم كان على الكافرين عسيرا، يعني صعبا شديدا، والعسير هو الذي يتعذر طلبه، ونقيضه اليسير. والحق هو ما كان معتقده على ما هو به، معظم في نفسه، ولذلك وصفه تعالى بأنه الحق ووصف ملكه أيضا بأنه الحق لما ذكرناه. وقيل " الملك " على ثلاثة أضرب: ملك عظمة، وهو لله تعالى وحده. وملك ديانة بتمليك الله تعالى.
وملك جبرية بالغلبة.
ثم قال تعالى أن في ذلك اليوم " يعض الظالم على يديه " تلهفا على ما فرط في جنب الله، في ارتكاب معصيته. وقيل: إن الآية نزلت في أبي بن خلف، وعقبة ابن أبي معيط، وكانا خليلين ارتد أبي، لما صرفه عن الاسلام عقبة. وقتل عقبة ابن أبي معيط يوم بدر صبرا. وقتل أبي بن خلف يوم أحد، قتله النبي صلى الله عليه وآله بيده، ذكره قتادة. وقال مجاهد: الخليل - ههنا - الشيطان، وفلان كناية عن واحد بعينه من الناس، لأنه معرفة. وقال ابن دريد، عن أبي حاتم عن العرب: أنهم يكنوا عن كل مذكر بفلان، وعن كل مؤنث بفلانة. وإذا كنوا عن البهائم أدخلوا الألف واللام، فقالوا الفلان والفلانة. ثم بين أنه يتبرأ منه بأن يقول: والله " لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني " يعني أغواني عن اتباع الذكر الذي هو النبي صلى الله عليه وآله ويحتمل أن يكون أراد القرآن.
ثم بين فقال " وكان الشيطان للانسان خذولا " يخذله في وقت حاجته ومعاونته، لأنه على باطل " وقال الرسول " أي ويقول الرسول " ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " وقيل في معناه قولان:
أحدهما - قال محمد، وإبراهيم: انهم قالوا فيه هجرا أي شيئا من القول القبيح لزعمهم انه سحر، وانه أساطير الأولين.
والثاني - قال ابن زيد: هجروا القرآن باعراضهم عنه، وترك ما يلزمهم فيه
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»
الفهرست