التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٤٥
غير أن ذلك من ضروة الشعر، ويجوز في " لكنا هو الله ربي " خمسة أوجه في العربية. أحدها - لكن هو الله - بالتشديد - من غير الف في الوصل والوقف.
الثاني - بألف في الوصل والوقف.
الثالث - لكننا باظهار النونين وطرح الهمزة.
الرابع - لكن هو الله ربي بالتخفيف.
الخامس - لكن انا على الأصل. وقال الكسائي: العرب تقول: أن قائم بمعنى أنا قائم، فهذا نظير " لكن هو الله " ومن قرأ لكنا في الوصل احتمل أمرين:
أحدهما - أن يجعل الضمير المتصل مثل المنفصل الذي هو نحن، فيدغم النون من " لكن " - لسكونها - في النون من علامة الضمير، فيكون على هذا باثبات الألف وصلا ووقفا، لان أحدا لا يحذف الألف من (انا فعلنا).
وقوله " هو الله " فهو ضمير علامة الحديث والقصة. كقوله " فإذا هي شاخصة " (1) وقوله " قل هو الله أحد " والتقدير: الامر: الله أحد، لان هذا الضمير يدخل على المبتدأ والخبر، فيصير المبتدأ والخبر في موضع خبر وعاد على الضمير الذي دخلت عليه (لكن) على المعنى، ولو عاد على اللفظ لقال: لكنا هو الله ربنا.
ودخلت (لكن) مخففة على الضمير، كما دخلت في قوله " انا معكم " (2) والوجه الاخر - أن يكون ما حكاه سيبويه أنه سمع من يقول أعطني بيضة فشدد وألحق الهاء بالتشديد الموقف، والهاء مثل الألف في سبساء، والياء في (عيهل) واجري الهاء مجراهما في الاطلاق، كما كانت مثلهما في نحو قوله:

(1) سورة 21 الأنبياء آية 97 (2) سورة 2 البقرة آية 14
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست