التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١٩٥
قومك يا موسى (83) قال هو أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى (84) قال فانا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري) (85) خمس آيات.
قرأ الكسائي وحده " فيحل عليكم " بضم الحاء وكذلك " من يحلل " بضم اللام. الباقون - بكسرها - ولم يختلفوا في الكسر من قوله " ان يحل عليكم غضب من ربكم " (1) يقال حل بالمكان يحل إذا نزل به، وحل يحل - بالكسر - بمعنى وجب.
قوله " كلوا من طيبات ما رزقناكم " صورته صورة الامر والمراد به الإباحة، لان الله تعالى لا يريد المباحات من الأكل والشرب في دار التكليف.
والطيبات معناه الحلال. وقيل معناه المستلذات.
وقوله " ولا تطغوا فيه " معناه لا تتعدوا فيه فتأكلوه على وجه حرمه الله عليكم، فتتعدون فيه بمعصية الله، ويمكن ترك الأكل على وجه حرمه الله إلى وجه أباحه الله على الوجه الذي أذن فيه، وعلى وجه الطاعة أيضا، للاستعانة به على غيره من طاعة الله.
وقوله " فيحل عليكم غضبي " معناه متى طغيتم فيه واكلتموه على وجه الحرام، نزل عليكم غضبي، على قراءة من ضم الحاء، ومن كسره: معناه يجب عليكم غضبي الذي هو عقاب الله.
ثم اخبر تعالى أن من حل غضب الله عليه " فقد هوى " يعني هلك، لان من هوى من علو إلى سفل، فقد هلك. وقيل: هو بمعنى تردى وقيل: معناه هوى إلى النار.

(1) سورة 20 طه آية 86
(١٩٥)
مفاتيح البحث: الأكل (2)، الهلاك (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست