التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٦٠
كان لفظ الاستفهام، فالمراد به الانكار، اي ليس لهم أرجل يمشون بها ولا لهم أيد يبطشون بها ولا أعين يبصرون بها ولا آذان يسمعون بها، فعرفهم بذلك انهم دون منزلتهم وأن الكفار مفضلون عليهم بما أنعم الله عليهم من هذه الحواس التي لم تؤت الأصنام. وإذا كنتم مفضلين عليها وكنتم أقدر على الأشياء وأعلم، فكيف يجوز لكم ان تتخذوها مع ذلك آلهة لأنفسكم.
وقوله تعالى " قل ادعوا شركاء كم ثم كيدون فلا تنظرون " معناه ادعوا هذه الأوثان والأصنام التي تزعمون أنها آلهة وتشركونها في أموالكم فتجعلون لها حظأ من الأموال والمواشي وتوجهون عبادتكم إلهيا أشركا بالله لها. واسألوها ان يضروني وان يكيدوني معكم، ولا تؤخروا ذلك إن قدروا عليه، ومتى لم يتمكنوا من ذلك فتبينوا انها لا تستحق العبادة، لأنها في غاية الضعف والعجز.
قوله تعالى:
إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين (195) آية بلا خلاف.
روى ابن خنيس عن السوسي " ان ولي الله " بياء مشددة مفتوحة. الباقون بثلاث ياءات الأولى ساكنة والثانية مكسورة والثالثة مفتوحة - على الإضافة - ومن قرأ مشددا حذف الوسطى وادغم الأولى في الثالثة. ولا يجوز إدغام الثانية في الثالثة، لأنها متحركة وقبلها ساكن لا يمكن الادغام.
امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان يقول للمشركين " ان وليي الله الذي " يحفظني وينصرني ويحوطني ويدفع شرككم عني هو الله الذي خلقني وإياكم جميعا ويملكني ويملككم الذي نزل القرآن، وهو ينصر الصالحين الذين يطيعونه ويجتنبون معاصيه تارة بالحجة وأخرى بالدفع عنهم.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست