التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣٩٠
الاستمرار. ومنه العذوبة لاستمرارها في الحلق " بياتا " وهو إتيان الشئ ليلا يقال بيته تبييتا وبياتا وبات بيتوتة، وفلان لا يستبيت إذا لم يكن له ما يبيت به وجواب " إن " محذوف، وتقدير الكلام أرأيتم ماذا يستعجل المجرمون من العذاب إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا، ووقع " إن أتاكم " في وسط الكلام موقع الاعتراض. ومعنى (ما) في قوله " ماذا " للانكار لان يكون في العذاب شئ يستعجل به، وجاء على صيغة الاستفهام، لأنه لا جواب لصاحبه يصح له. وقال أبو جعفر عليه السلام هو عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة. نعوذ بالله منه. وقال الزجاج: موضع (ماذا) رفع من وجهين: أحدهما - أن يكون (ذا) بمعنى (الذي) والتقدير ما الذي يستعجل منه المجرمون. ويجوز أن يكون (ماذا) اسما واحدا، والمعنى اي شئ يستعجل منه. والهاء في قوله " منه " عائدة على العذاب ويجوز أن تكون عائدة على الاستعجال.
قوله تعالى:
أثم إذا ما وقع آمنتم به الآن وقد كنتم به تستعجلون (51) آية " أثم " دخلت الف الاستفهام على (ثم) ليدل على أن الجملة الثانية بعد الأولى مع أن للألف صدر الكلام. وقال الطبري معنى (ثم) - ههنا - (هنالك) وهذا غلظ، لان (ثم) بالفتح تكون بمعنى هنالك، وهذه مضمومة فلا تكون الا للعطف. والعامل في (إذا) يحتمل أمرين: أحدهما - أن يكون " آمنتم به " على أن تكون (ما) صلة. الثاني - أن يكون العامل (وقع) وتكون (ما) مسلطة على الجزاء. وإنما جاز ان يعمل الفعل الأول في الجزاء دون الثاني، ولم ؟؟؟ في (إذا) لئلا يختلط الشرط بجزائه وليس كذلك (إذا) لأنها مضافة إلى
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست