التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٠
وقوله " ثمانية أزواج " يريد ثمانية افراد، لان كل واحد من ذلك يسمى زوجا، والأنثى زوج، وإنما سمي بذلك، لأنه لا يكون زوج الا ومعه آخر له مثل اسمه، فلما دل على الاثنين من أقرب الوجوه، وقع على طريقه، ومنه قول لبيد.
من كل محفوف يظل عصيه * زوج عليه كلة وقرامها (5) ومثل ذلك قولهم: خصم للواحد والاثنين، وقوله " من الضأن اثنين " يعني ذكر وأنثى، فالضأن الغنم ذوات الأصواف والأوبار، والمعز الغنم ذوات الاشعار والأذناب القصار، وواحد الضأن ضائن، كقولهم تاجر وتجر في قول الزجاج. والأنثى ضائنة. وقال غيره: هو جمع لا واحد له، ويجمع ضئين كقولهم: عبد وعبيد، ويقال فيه (ضئين) كما يقولون في شعر شعير، وكذلك ماعز ومعز، الا أنه يجوز فتحه لدخول حرف الحلق فيه ويجمع مواعز.
وروي عن أبي عبد الله (ع) ان المراد بقوله " من الضأن اثنين " أهلي ووحشي وكذلك المعز والبقر " ومن الإبل اثنين " العرابي والبخاتي.
وإنما خص هذه الثمانية أزواج، لأنها جميع الانعام التي كانوا يحرمون منها ما يحرمونه مما تقدم ذكره.
فان قيل: إذا كان ما حرموه معلوما فلم عدل بهم في السؤل إلى غيره؟
قيل على وجه المعارضة لهم على طريقة الحجاج أي انكم بمنزلة من قال هذا، ولذلك وقع السؤال أعلى كذا أم كذا؟ وان لم يتقدم دعوى أن أحدهما كذا، لأنهم في حكم هذا المدعى.
وقوله " آلذكرين حرم أم " منصوب ب‍ (حرم)، والمعنى في قوله " آلذكرين حرم أم الأنثيين " اجاءكم التحريم فيما حرمتم من السائبة والبحيرة والوصيلة والحام من الذكرين أم من الأنثيين، فالألف ألف استفهام والمراد به التوبيخ، فلو قالوا من قبل الذكر حرم عليهم كل ذكر، ولو قالوا من قبل (5) تفسير الطبري 11 / 143
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست