دفع الارتياب عن حديث الباب - علي بن محمد العلوي - الصفحة ١٤
صرحت بذلك رواية أنا دار الحكمة وعلي بابها.
قال ابن رجب في كتابه المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف تعليقا على قوله تعالى (ويعلمه الكتاب والحكمة): الكتاب هو القرآن، والمراد تعليمه وتلاوة ألفاظه، ويعني بالحكمة فهم معاني القرآن والعمل بما فيه، فالحكمة هي العلم النافع الذي يتبعه العمل الصالح، وهو نور يقذف في القلب، يفهم به معنى العلم المنزل من السماء ويحض على اتباعه والعمل به، والحكيم هو العالم المتيقظ لدقائق العلم المنتفع بعلمه بالعمل به.
وقد أشاد النبي صلى الله عليه وسلم بما ناله علي عليه السلام من الحكمة، فيما رواه عبد الله بن مسعود (رض) قال: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزائها والناس جزا واحدا، رجاله ثقات، وسيأتي إسناده عند ذكر الآثار المعنوية لحديث الباب.
وقد أشار علي عليه السلام إلى ذلك الفهم الذي امتاز به عندما جاء جمع من الصحابة والتابعين يسألونه هل عنده شي من القرآن والعلم خصه النبي صلى الله عليه وسلم به فقال: لا إلا فهما يعطيه الله رجالا في القرآن.
فهؤلاء الذين هالهم ما رأوه من العلم الذي امتاز به، فهو في جوابه يدلل بأن ما رأوه من ظهوره على غيره في العلم، ومن نضوجه وتفوقه في استخراج المفاهيم من النصوص القرآنية وإدراك الأحكام الشرعية، إنما هو فهم اختصه الله به على غرار تفوق نبي الله سليمان على أبيه نبي الله داود، مع وفور العلم لكل منهما كما قال تعالى (ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما).
قال الربيع بن خيثم التابعي المشهور المختص بابن مسعود، لما سئل عن
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»