وحضر فقه الشافعية بأمر والده، فحضر شرح النهج لشيخ الاسلام زكريا الأنصاري، وشرح الخطيب على متن أبي شجاع وبعد سنة من وصوله إلى مصر تقدم لامتحان الشهادة العالمية الخاصة بالغرباء فأخذها، ثم ابتدأ يدرس للطلبة في الأزهر الشريف، فدرس لهم جمع الجوامع مرتين من أوله إلى آخره كل مرة في مدة أربع سنوات، ودرس لهم الألفية بشرح المكودي فكان أول مدرس لهذا الشرح بالأزهر، ودرس كتابا في الأصول ا سمه سلم الوصول، ودرس للطلبة علوم الامتحان التي يتقدم بها للشهادة العالمية، وهي اثنا عشر علما، هي: النحو، والصرف، والبيان، والبديع والمعاني والأصول، والتفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، والمصطلح والمنطق، ولم يبق قطر اسلامي الا وله فيه تلامذة، فمنهم بأندونيسيا وتركيا ويوغوسلافيا ورومانيا والجزائر والحجاز والأحساء والسودان والصومال والحبشة وسوريا وفلسطين ومصر وشمال إفريقيا وساحل العاج وأمريكا الشمالية وغير ذلك ممن يشتغلون بمناصب هامة من قضاء وخطابة وافتاء وغير ذلك.
وفي أول وصوله إلى مصر ضاقت به الحال واشتدت عليه الغربة فكتب إلى والده يخبره بذلك فكتب إليه: اصبر فإنك ستكون عالما كبيرا ومحققا شهيرا، وسيحتاج إليك علماء الأزهر، وقد كان قد ألف كتبا كثيرة تقرب من مائة، كما حقق كتبا علمية، فمن محققاته المقاصد الحسنة للحافظ السخاوي، وأخلاق النبي للحافظ أبي