فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٦
ونعى الحبيب والمنزل في نصف بيت فقام إليه واعتنقه وقبله وقال أنت ابني حقا وآخر شعر قاله امرؤ القيس إنه وصل إلى جبل عسيب وهو يجود بنفسه فنزل إلى قبر فأخبر بأنها بنت ملك فقال:
أجارتنا إن المزار قريب * وإني مقيم ما أقام عسيب أجارتنا إنا غريبان ههنا * وكل غريب للغريب نسيب قال في الزاهر أنشد عمر هذين فأعجب بهما وقال وددت أنها عشرة وإني علي بذلك كذا وكذا، وفي الأوائل للمؤلف وغيره أن أول من نطق بالشعر آدم لما قتل ابنه أخاه وأول من قصد القصائد امرؤ القيس وقيل عبد الأحوص وقيل مهلهل وقيل الأفوه الأودي وقيل غير ذلك ويجمع بينهما بأنه بالنسبة للقائل وقد تكلم امرؤ القيس بالقرآن قبل أن ينزل. فقال:
يتمنى المرء في الصيف الشتاء * حتى إذا جاء الشتاء أنكره فهو لا يرضى بحال واحد * قتل الإنسان ما أكفره وقال:
اقتربت الساعة وانشق القمر * من غزال صاد قلبي ونفر وقال:
إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها تقوم الأنام على رسلها * ليوم الحساب ترى حالها يحاسبها ملك عادل * فإما عليها وإما لها (أبو عروية في) كتاب (الأوائل) له (وابن عساكر) في تاريخه من حديث الحسين بن فهم عن يحيى بن أكثم (عن أبي هريرة) قال يحيى قال لي المأمون أريد أن أحدث فقلنا من أولى بهذا منك، فصعد المنبر فأول حديث حدثنا هذا ثم نزل فقلنا كيف رأيت مجلسنا قلت أجل مجلس يفقه الخاصة والعامة قال وحياتك ما رأيتم له حلاوة إنما المجلس لأصحاب الحلقات والمحابر. اه‍. والحسين بن فهم أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال قال الحاكم ليس بقوي ويحيى بن أكثم قال الأزدي يتكلمون فيه وقال ابن الجنيد كانوا لا يشكون أنه يسرق الحديث. تنبيه قال القرطبي هذا الحديث وما قبله يدل على أن من كان إماما دراسا في أمر ما هو معروف به فله لواء يعرف به خيرا كان أو شرا فللأولياء الصالحين ألوية تنويه وإكرام وإفضال كما أن للظالمين فضيحة وخزي ونكال.
1626 - (امرأة ولود) أي تزوج امرأة كثيرة الولادة غير حسناء كما يدل عليه تقييده بالحسن في مقابله وتعرف البكر بأقاربها (أحب إلى الله تعالى) أي أفضل عنده (من) تزوج (امرأة حسناء لا تلد) لعقمها (إني مكاثر بكم) تعليل للترغيب في نكاح الولود وإن لم تكن جميلة وتجنب العقيم وإن كانت في
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»