موارد الظمآن - الهيثمي - ج ٧ - الصفحة ٢١٥
وإنك لها هنا؟. بعد قلت: نعم. قال: لا أعلم في الأرض أحدا " أعلم من يتيم خرج في أرض تهامة، وإن تنطلق الآن، توافقه، وفيه ثلاث:
يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة. وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة لونها لون جلده. وإن انطلقت الآن، وافقته.
فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى أصابني قوم من الأعراب، فاستعبدوني، فباعوني حتى وقعت إلى المدينة فسمعتهم يذكرون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان العيش عزيزا "، فسألت أهلي أن يهبوا لي يوما "، ففعلوا، فذهبت، فاحتطبت، فبعته بشيء يسير، ثم جئت به فوضعته بين يديه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما هذا؟)). فقلت: صدقة. فقال لأصحابه: ((كلوا))، وأبى أن يأكل. قلت: هذه واحدة.
ثم مكثت ما شاء الله، ثم استوهبت أهلي يوما " فوهبوا لي يوما "، فانطلقت. فاحتطبت فبعته بأفضل من ذلك، فصنعت طعاما " فأتيته به، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما هذا؟)). قلت: هدية. فقال بيده: ((بسم الله، خذوا))، فأكل وأكلوا معه.
وقمت إلى خلفه فوضع رداءه. وإذا خاتم النبوة كأنه بيضة.
قلت: أشهد أنك رسول الله. قال: ((وما ذاك؟)). فحدثته،
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 220 221 222 223 ... » »»