المستخرج على المستدرك - عبد الرحيم العراقي - الصفحة ٢٥
الشافعي شيخ خانقاه رسلان بمنشية المهراني على شاطئ النيل ولازم أبوه خدمة الشيخ تقي وتزوج بأم الحافظ العراقي وهي قرينة صالحة عابدة صابرة قانعة مجتهدة في أنواع القربات فولدت له صاحب الترجمة وسماه بإسم جد الشيخ تقي الأعلى توفي والده وعمره ثلاث سنين فنشأ يتيما وكان كثير التردد على صديق والده الشيخ تقى فيحنو ويعطف عليه ويكرمه واتجهت همته لحفظ القرآن فحفظه وهو ابن ثمان سنين واشتغل بعلم القراءات والعربية فأخذ ذلك عن جماعة منهم الشيخ ناصر الدين محمود بن شمعون وانهمك انهماكا بينا في القراءات فنهاه عن ذلك القاضي عز الدين ابن جماعة قائلا له أنه علم كثير التعب قليل الجدوى وأشار إليه بالإشتغال بعلم الحديث لما رأى من قوة ذكائه وتوقد ذهنه رحلاته قام برحلة الى دمشق وسمع عن علمائها منهم تقي الدين السبكي ومحمد ابن اسماعيل الحموي وارتحل الى حلب وحماة وسمع من جماعة من علمائهما وإلى طرابلس وبعلبك وغزة وبيت المقدس ومكة والمدينة شرفهما الله وسمع عن عدد كبير من علماء هذه البلدان التي جال فيها ومن وقت أن ارتحل إلى الشام في سنة أربع وخمسين وسبعمائة مكث مدة لا تخلو له سنة في الغالب من الرحلة في الحج أو طلب الحديث وفي مدة اقامته في وطنه لم يكن له هم سوى السماع والتصنيف والإفادة فتوغل في ذلك حتى أن غالب أوقاته أو جميعها لا يصرفها في غير
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»