وقدموا بأموالهم فآسوا بها المسلمين فأنزل الله * (الذين آتيناهم) * إلى قوله * (ومما رزقناهم ينفقون) * فلما سمع من لم يؤمن من أهل الكتاب قوله * (يؤتون أجرهم مرتين) * فخروا على المسلمين وقالوا من آمن بكتابكم وكتابنا فله اجر مرة ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجركم فما فضلكم علينا فنزلت قلت رواه الطبري في تفسيره ثنا ابن حميد ثنا مهران ثنا يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جعفر في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم عليه فدعاه فاستجاب له وآمن به فلما كان عند انصرافه قال ناس ممن آمن به من أهل مملكته وهم أربعون رجلا ائذن لنا في الوفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا مع جعفر على النبي صلى الله عليه وسلم وقد تهيأ لوقعه أحد فلما رأوا بالمسلمين من الخصاصة وشدة الحال استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله إن لنا أموالا ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فأذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين فأنزل الله فيهم " الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به مؤمنون ومما رزقناهم ينفقون " وكانت النفقة التي واسوا بها المسلمين فلما سمع أهل الكتاب ممن لم يؤمن بقوله * (يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) * فخروا على المسلمين فقالوا يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم وكتابنا فله أجره مرتين ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا فأنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) * فجعل لهم أجرين وزادهم النور والمغفرة وهذا مرسل
(٤١٩)