تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ٢ - الصفحة ١٦
498 الحديث التاسع روي أن إبليس تمثل للمسلمين وكان المشركون سبقوهم إلى الماء ونزل المؤمنون في كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام على غير ماء فناموا فاحتلم أكثرهم فقال لهم أنتم يا أصحاب محمد تزعمون أنكم على الحق وإنكم تصلون على غير وضوء وعلى الجنابة وقد عطشتم ولو كنتم على حق ما غلبكم هؤلاء على الماء وما ينتظرون بكم إلا أن يجهد بكم العطش فإذا قطع العطش أعناقكم مشوا إليكم فقتلوا من أحبوا وساقوا بقيتكم إلى مكة فحزنوا حزنا شديدا وأشفقوا وأنزل الله المطر فمطروا ليلا حتى جرى الوادي واتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الحياض على غدوة الوادي وسقوا الركاب واغتسلوا وتوضئوا وتلبد الرمل الذي كان بينهم وبين العدو حتى ثبتت الأقدام عليه قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى * (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين) * قال أقبلت عير أهل مكة تريد الشام فبلغ أهل المدينة ذلك فخرجوا ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون العير... إلى أن قال فنزل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون وبينهم وبين الماء رملة دعصة وكان فأصاب المسلمين ضعف وألقى الشيطان في قلوبهم القنوط يوسوسهم تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم كذا فأمطر الله تعالى مطرا شديدا فشرب المسلمون وتطهروا فأذهب الله عنهم رجز الشيطان وأصاب الرمل المطر حتى مشى عليه الناس والدواب ثم ساروا إليهم مختصر
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»