219 الحديث الثاني والثلاثون روي أن شاس بن قيس اليهودي وكان عظيم الكفر شديد العداوة للمسلمين مر يوما على نفر من الأنصار من الأوس والخزرج في مجلس يتحدثون فغاظه ذلك حيث تآلفوا واجتمعوا بعد العداوة فأمر شابا من اليهود أن يجلس إليهم ويذكرهم يوم بعاث وينشدهم ما قيل فيه من الأشعار وكان يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس ففعل فتشاجر القوم وتنازعوا وقالوا السلاح السلاح فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين والأنصار فقال أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم فعرف القوم أنه نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما كان يوم أقبح أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم قلت رواه الطبري في تفسيره عن زيد بن أسلم من طريقين أحدهما ثنا يونس بن عبد الأعلى الصفدي أنا عبد الله بن وهب أنا عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم عن أبيه قال مر شاس بن قيس اليهودي... فذكره بلفظ المصنف سواء والثاني حدثنا ابن حميد ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني الثقة عن زيد بن أسلم قال مر شاس بن قيس اليهودي وكان شيخا عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين كثير الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم
(٢٠٨)