دلائل النبوة - إسماعيل الأصبهاني - ج ٢ - الصفحة ٤٧٧
سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قوت كل رجل منا كل يوم تمرة، فكان يمصها، ثم يصرها في ثوبه، وكنا نتخبط أبو بقسينا ونأكل، حتى قرحت أشداقنا، فأقسم أخطئها رجل يوما، فانطلقنا به ننعشه، فأشهدنا له أنه لم يعطها فأعطيها، فقام فأخذها، سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى / نزلنا واديا أفيح، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجة، فاتبعته بإداوة من ماء، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال:
(انقادي علي بإذن الله)، فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال:
(انقادي بإذن الله)، فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما - يعني جمعهما -، فقال:
(التئما علي بإذن الله)،
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»