قلبي هذا - وأشار إلى مناط قلبه - رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
(أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون)، وكان أن أعطيه من متاع الدنيا أهون علي من أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة، ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به، فتخطيت القوم حتى جلست بينه وبين القبلة، فقلت: يرحمك الله! تصلي في ثوب واحد، ورداؤك إلى جنبك؟ فقال بيده في صدري هكذا - وفرق بين أصابعه وقوسها -: أردت أن يدخل علي الأحمق مثلك فيراني كيف أصنع، فيصنع مثله، أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا، وفي يده عرجون ابن طاب، فرأى في قبلة المسجد / نخامة، فحكها بالعرجون، ثم أقبل علينا فقال:
(أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟!)