قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من أعلاها ذروة، وأسناها رتبة.
فقلت: ممن (1) هم؟
قال: ممن فلق الهام، وأطعم الطعام، وصلى بالليل والناس نيام.
فعلمت أنه علوي، فأحببته (2) على العلوية، ثم فقدته من بين يدي فلم أدر كيف مضى؟! فسألت عنه القوم الذين كانوا حولي: أتعرفون هذا العلوي؟
فقالوا: نعم، يحج معنا كل سنة ماشيا. فقلت: سبحان الله، والله ما أرى به أثر مشى وانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه، فنمت ليلتي تلك، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله فقال لي: يا محمد أرأيت طلبتك؟ فقلت: من ذلك يا سيدي؟
فقال: الذي رأيته عشيتك هو صاحب زمانك. فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه على أن لا يكون أعلمنا [ذلك] (3) فذكر أنه كان ينسى أمره إلى الوقف الذي حدثنا فيه. (4)