جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ١٠٧
فبين وكان أحد الراسخين في العلم رحمه الله قال بعض العلماء كل مجادل عالم وليس كل عالم مجادلا يعني أنه ليس كل عالم يتأتى له الحجة ويحضره الجواب ويسرع إليه الفهم بمقطع الحجة ومن كانت هذه خصاله فهو أرفع العلماء وأنفعهم مجالسة ومذاكرة والله يؤتي فضله من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال أبو إبراهيم المزني رحمه الله لبعض مخالفيه في الفقه من أين قلتم كذا وكذا ولم قلتم كذا وكذا فقال له الرجال قد علمت يا أبا إبراهيم أنا لسنا لمية فقال المزني إن لم تكونوا لمية فأنتم إذن في عميه أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا يوسف بن أحمد إجازة عن أبي جعفر العقيلي قال حدثنا محمد بن عتاب بن المربع قال سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري قال كنت عند أحمد بن حنبل وجاءه علي بن المديني راكبا على دابة قال فتناظرا في الشهادة وارتفعت أصواتهما حتى خفت أن يقع بينهما جفاء وكان أحمد يرى الشهادة وعلي يأبى ويدفع فلما أراد علي الانصراف قام أحمد فأخذ بركابه وسمعت أحمد في ذلك المجلس يقول لا ننظر بين أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم ونكل أمرهم إلى الله والحجة في ذلك حديث حاطب وأما تناظر العلماء وتجادهلم في مسائل الأحكام من الصحابة والتابعين ومن بعدهم أكثر من أن تحصى وسنذكر منها شيئا يستدل به قال زيد بن ثابت لعلي في المكاتب أكنت راجمه لو زنى قال لا قال فكنت تجيز شهادته قال لا قال فهو عبد ما بقي عليه درهم وقد ذكر معمر عن قتادة أن عليا قال في المكاتب يورث بقدر ما أدى وأحتج زيد أيضا على من خالفه من الصحابة إذ خاصموه في ذلك بأن المكاتبين كانوا يدخلون على أمهات المؤمنين ما بقي على أحد من كتابتهم شيء ويقول زيد يقول فقهاء الأمصار وناظر عبيد الله بن عمر أباه في المال الذي أعطاه إياه أبو موسى الأشعري هو وأخاه وقال عبيد الله لو تلف المال ضمناه فلنا ربحه بالضمان قال سليمان بن سالم في الحامل تلد ولدا ويبقى في بطنها ولد آخر إن لزوجها عليها الرجعة وقال عكرمة لا رجعة له عليها لأنها قد وضعت فقال له سليمان أيحل لها أن تتزوج قال لا قال خصم العبد وقال ابن عباس ليتق الله زيد أيجعل ولد الولد بمنزلة الولد لا يجعل أب الأب بمنزلة الأب إن شاء باهلته عند الحجر الأسود وعن ابن عباس من شاء باهلته إن الظهار ليس من الأمة إنما قال الله من
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»