جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ١٠١
تارة أخرى وكذلك قول فرعون وما رب العالمين إلى قوله أولو جئتك بشيء مبين يعني والله أعلم بحجة واضحة غذ خص بها حجتك قال جل وعز قل هل من شركائكم من يبدء الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فإني تؤفكون إلى قوله أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون فهذا كله تعليم من الله للسؤال والجواب والمجادلة وجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب وبأهلهم بعد الحجة قال الله عز وجل إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الآية ثم قال فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم الآية قال صلى الله عليه وسلم إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض الحديث وجادل عمر بن الخطاب اليهود في جبريل ومكائيل فقال جماعة من المفسرين كان لعمر أرض بأعلى المدينة فكان يأتيها وكان طريقه على موضع مدارسة اليهود وكان كلما مر دخل عليهم فسمع منهم وإنه دخل عليهم ذات يوم فقالوا يا عمر ما من أصحاب محمد أحد أحب إلينا منك إنهم يمرون بنا فيؤذوننا وتمر بن أفلا تؤذينا وإنا لنطمع فيك فقال لهم عمر أي يمين فيكم أعظم قالوا الرحمن قال فبالرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بطور سينا أتجدون محمدا عندكم نبيا فسكتوا قال تكلموا ما شأنكم والله ما سألتكم وأنا شاك في شيء من ديني فنظر بعضهم لبعض فقام رجل منهم فقال أخبروا الرجل أو لأخبرنه قالوا نعم إنا نجده مكتوبا عندنا ولكن صاحبه من الملائكة الذي يأتيه بالوحي هو جبريل وجبريل عدونا وهو صاحب كل عذاب وقتال وخسف ولو أنه كان وليه مكائيل لآمنا به فإن مكائيل صاحب كل رحمة وكل غيث قال لهم فأنشدكم بالرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بطور سنا أن ميكائيل وأين جبريل من الله قالوا جبريل عن يمينه ومكائيل عن يساره قال عمر فأشهد أن الذي هو عدو للذي عن يمينه هو عدو الذي عن يساره والذي هو عدو للذي عن يساره هو عدو للذي عن يمينه وإنه من كان عدوا لهما فإنه عدو لله ثم رجع عمر ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم فوجد جبريل قد سبقه بالوحي فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه قل من كان عدو لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»