جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ٩٨
قال حدثنا علي بن محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن يوسف الهروي بدمشق قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال سمعت الشافعي يقول قال محمد ابن الحسن لا يفلح في هذا الأمر إلا من أحرق اللبن قلبه وأخبرنا أبو العباس أحمد ابن محمد الكرجي القاضي إجازة لنا بخطه وأخبرنا بذلك عنه بعض أصحابنا قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أبي غسان قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي قال حدثنا أحمد بن مدرك قال سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول لا يطلب هذا العلم أحد بالمال وعز النفس فيفلح ولكن من طلبه بذلة النفس وضيق العيش وحرمة العلم أفلح حدثني أحمد بن محمد وعبد الوارث بن سفيان قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو عبيدة بن أحمد قال حدثنا محمد بن إدريس المكي قال سمعت الحميدي يقول قال محمد بن إدريس الشافعي كنت يتيما في حجر أمي فدفعتني في الكتاب ولم يكن عندها ما تعطي المعلم فكان الملعم قد رضى مني أن أخلفه إذا قام فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وكنت اسمع الحديث أو المسئلة فأحفظها ولم يكن عند أمي ما تعطيني أشتري به قراطيس فكنت إذا رأيت عظما يلوح آخذه فأكتب فيه فإذا امتلأ طرحته في جرة كانت لنا قديما قال ثم قدم وال على اليمن فكلمه لي بعض القرشيين أن أصحبه ولم يكن عند أمي ما تعطيني أتجمل به فرهنت رداءها بستة عشر دينار فأعطتني فتجملت بها معه فلما قدمنا اليمن استعملني على علم فحمدت فيه فزادني عملا فحمدت فيه فزادني عملا وقدم العمار مكة في رجب فأثنوا علي فطار لي بذلك ذكر فقدمت من اليمن فلقيت ابن أبي يحيى فسلمت عليه فوبخني وقال تجالسوننا وتصنعون وتصنعون فإذا شرع لأحدكم شيء دخل فيه ونحو هذا من الكلام قال فتركته ثم لقيت سفيان بن عيينة فسلمت عليه فرحب بي وقال قد بلغتنا ولايتك فما انتشر عنك وما أديت كل الذي لله عليك ولا تعد قال فكانت موعظة سفيان أياي أبلغ مما صنع بي ابن أبي يحيى وذكر خبرا طويلا له في دخوله العراق وملازمته محمد بن الحسن ومناظرته له تركته لأنه ليس مما قصدنا في هذا الباب وكتب الشافعي رحمه الله إلى محمد بن الحسن إذ منعه كتبه
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»