ونشره وتعلميه ومنها ملازمة العلماء والرضى باليسير للرغبة ومنها الإيثار للعلم على الاشتغال بالدنيا وبكسبها وروى ابن أبي الزناد عن أبيه قال رأيت عمر بن عبد العزيز يأتي عبيد الله بن عبد الله يسئله عن علم ابن عباس فربما أذن له وربما حجبه وأنشدني خلف بن القاسم لابن المبارك في أبيات لا أقوم بحفظها في وقتي هذا آخر العلم لذيذ طعمه وبديء الذوق منه كالصبر وأخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا يحيى بن مالك وعبد الله بن محمد قالا حدثنا عمر بن أبي تمام قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر عن ابن القاسم قال كان مالك يقول إن هذا الأمر لن ينال حتى يذاق فيه طعم الفقر وذكر ما نزل بربيعة من الفقر في طلب العلم حتى باع خشب سقف بيته في طلب العلم وحتى كان يأكل ما يلقى على مزابل المدينة من الزبيب وعصارة التمر وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا سفيان بن عيينة قال سمعت شعبة يقول من طلب الحديث أفلس وروي عن شعبة أيضا أنه قال ليبلغ الشاهد منكم الغائب من ألح في طلب العلم أو قال في طلب الحديث أورثه الفقر وأخبرنا عبد الله بن محمد ابن يوسف قال أخبرني يحيى بن مالك قال حدثنا علي بن محمد بن الحسين قال حدثنا علي بن أحمد الفقيه قال حدثنا أبي قال حدثنا جعفر بن أحمد بن الوليد أبو الفضل قال حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال حدثنا إبراهيم بن الجراح قال سمعت أبا يوسف يقول لقد طلبنا هذا العلم وطلبه معنا من لا نحصيه كثرة فما انتفع به منا إلا من دبغ اللبن قلبه وذلك أن أبا العباس لما أفضى إليه الأمر بعث إلى المدينة فأقدم إليه عامة من كان فيها من أهل العلم فكان أهلنا يعدون لنا خبزا يلطخونه لنا باللبن فنغدوا في طلب العلم ثم نرجع إلى ذلك فنأكله فأما من كان ينتظر أن تصنع له هريسة أو عصيدة فكان ذلك يشغله حتى يفوته كل ما كنا نحن ندركه وقال أبو بكر ابن اللباذ قال لنا زيد أن سمعت سحنون يقول لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع ولا لمن يهتم يغسل ثوبه وأخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال حدثنا يحيى بن مالك
(٩٧)