جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ٣٧
دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وأخبرنا عبد الوارث نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن إسماعيل الترمذي ومحمد بن إسماعيل الصايغ قالا نا أبو نعيم نا عاصم بن رجاء عمن حدثه عن كثير بن قيس قال كنت عند أبي الدرداء بدمشق فأقبل رجل من أهل المدينة فقال جئتك في حديث بلغني عنك إنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما جاء بك تجارة قال لا قال ولا طلب حاجة قال لا قال ولا جئت إلا في طلب هذا الحديث وذكر مثله حدثنا عبد الله بن محمج بن عبد المؤمن وأبو علي الحين بن محمد بن عثمان القسوي ببغداد وأبو يوسف يعقوب بن سفيان القسوي وأبو نعيم الفضل بن دكين وعاصم بن رجاء بن حيوة عمن حدثه عن كثير بن قيس قال كنت عند أبي الدرداء بدمشق فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في البحر وإن فضل العالم على العباد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وأما قول حمزة أيضا أنه لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر بن بكر فقد رواه عنه ابن المبارك على أني أقول إن الأوزاعي لم يقمه وقد خلط فيه حدثنا عبد الله بن محمد والحسن بن محمد ويعقوب بن سفيان والحمالي وابن المبارك عن الأوزاعي عن كثير ابن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ما تقدم ومن حديث الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن عثمان بن أيمن عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا لعلم يتعلمه سهل الله له طريقا إلى الجنة وفرشت له الملائكة أجنحتها وصلت عليه حيتان البحر وملائكة السماء وللعالم على العابد من الفضل كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب والعلماء ورثة الأنبياء أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا فمن أخذ به أخذ بالحظ الوافر وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد ونجم طمس وموت قبيلة أيسر من موت عالم أخبرني خلف بن أحمد نا أحمد بن مطرف نا أيوب بن سليمان نا محمد بن عمر بن لبابة قال
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»