التمهيد - ابن عبد البر - ج ٢٢ - الصفحة ١٢
وفي هذا الحديث من الفقه أن نزع الأذى من الطرق من أعمال البر وأن اعمال البر تكفر السيئات وتوجب الغفران والحسنات ولا ينبغي للعاقل المؤمن أن يحتقر شيئا من أعمال البر فربما غفر له بأقلها ألا ترى إلى ما في هذا الحديث من أن الله شكر له إذ نزع غصن الشوك عن الطريق فغفر له ذنوبه وقد قال صلى الله عليه وسلم الإيمان بضع وسبعون شعبة إحداها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان (23) وقال الله عز وجل * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) * وقال الحكيم * ومتى تفعل الكثير من الخير * إذا كنت تاركا لأقله * حدثنا إبراهيم بن شاكر قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال حدثنا سعيد بن خمير وسعد بن عثمان قالا حدثنا أحمد بن عبد الله بن صالح قال حدثنا النضر بن محمد قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلالة (25) صدقة ونظرك للرجل الردئ البصر صدقة وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك (26) صدقة (27)
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»